بيروت ـ جورج شاهين
تجددت الإشتباكات في طرابلس قبل ظهر السبت إثر إطلاق النار على مواطن علوي يدعى وسيم الخطيب من جبل محسن، ما أدى الى توتر شديد جارء تبادل رصاص القنص وبعض القنابل اليدوية على محاور بعل محسن العلوية وباب التبانة السنية ، وتحديدا في مناطق شارع سوريا الفاصل بين الطرفين وبعل الدراويش ، وهو ما ادى الى مقتل شخصين أحدهما الطفل عبد الرحمن مرعب هو حارس جامع التقوى عمر حسواني واصابة تسعة مواطنين بينهم ثلاثة عسكريين من اللواء الثاني عشر المنتشر في المنطقة واحدهم بحالة حرجة وهم احمد محرز ومصعب مهنا ويوسف اليوسف. ومن المدنيين عرف منهم نضال البزري، عمار دندشي، جمال محمد حميد، محمود عبي ابوعيد، منى محمد.
وظهر اليوم عقد رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي إجتماعا امنيا انضم اليه وزير الداخلية مروان شربل وقادة الأجهزة الأمنية والقضائية في طرابلس للبحث في التطورات بعد إجتماع لقيادات سياسية وحزبية ودينية في المنطقة.
وهكذا شهدت شوارع طرابلس حالا من الفوضى اليوم بسبب تجدد الاشتباكات واعمال القنص في المدينة، فأصوات الطلقات النارية بقيت تسمع في الاحياء، واقفلت المد
ارس ابوابها منذ التاسعة والنصف صباحا ما خلا طلاب مدرسة اللقمان التي احتجز طلابها الى ان اخلاها الجيش اللبناني ظهرا بسبب وقوعها في قلب الإشتباكات وتحديدا قرب جسر الملولة من التلامذة وتأمين انتقالهم الى اماكن امنة بعد تعرض محيط المدرسة الى رصاص قنص مكثف ما ادى الى محاصرتهم.
واقفل المواطنون محالهم التجارية فيما اصوات الطلقات النارية لا تزال مستمرة حتى الآن ما استدعى انتشار الجيش عند مختلف المحاور والردّ على مصادر النيران.
وحتى بعد ظهر اليوم بقليل كانت أعمال القنص لا تزال مستمرة، وهي تستهدف اوتوستراد طرابلس الدولي ومنطقة الزاهرية قرب براد البيسار، وقد ادت الى اصابة المواطن عبد المرعبي في راسه وهو في حال حرجة نقل الى المستشفى.
وفي هذه الأجواء أكد عضو "كتلة المستقبل" النيابية النائب سمير الجسر رفضه لما يجري من اعتداء على مواطنين طرابلسيين من ابناء جبل محسن، معتبرا ان كل "ما يجري في طرابلس مسيء للمدينة واهلها، ومن يريد التحدث بشرع الله فأهلا وسهلا، ولكن شرع الله يقول: "ولا تزر وازرة وزر اخرى"، ومن يريد التحدث بمنطق اولياء الدم، فولي الدم له الحق في المطالبة بالدم، وليس الحق في اقامة الحدود لان هذا من شأن ولي الامر، ونحن في دولة مدنية فيها قضاء وهو من يتولى هذا الامر".
واعتبر خلال استقباله وفودا طرابلسية، أن "كل ما يحصل في طرابلس هو نتيجة التخاذل، ونتيجة عدم قيام الامن والقضاء بدورهما في ملاحقة المطلوبين ابتداء بالمتهمين بجريمة تفجير المسجدين، وصولا الى كل متهم آخر يعبث بامن المدينة"، مضيفا "المؤسف ان ما يجري خطر جدا، فهناك استيلاء على اموال المواطنين، ووضع اليد على اموال عامة وخاصة، والبناء على اسطح ابنية الغير، وخوات مفروضة"، متسائلا "اين الامن من كل ذلك"؟.
وختم قائلا: "ليعذرنا الجميع على جهلنا وعدم معرفتنا عن مضمون الخطة الامنية، لذا ادعو الوزير شربل الى الخروج امام الشاشات، ويشرح للناس ولنا ما هي الخطة الامنية؟ ما قوامها؟ ما عديدها؟ ما هي التجهيزات التي اعطيت لها؟ كيف ستبدأ وكيف ستنتهي؟ لسنا نعلم شيئا في هذا الخصوص"، معتبرا انه "اذا كان هناك خطة امنية ويقع كل ما يقع في ظلها فهنا المشكلة الكبرى".
تزامنا قطع اهالي بلدة المحمرة في عكار الطريق الدولية عند نقطة جسر البارد تزامنا مع تشييع محمد علي البحصه الذي قتل في المواجهة امس بين الجيش واهالي البلدة بعد توقيف احد المواطنين المطلوب من الأمن العام للتحقيق معه في تفجيرات السيارات المفخخة في الضاحية الجنوبية والذي سلم الى الأمن العام الذي اطلق سراحجه لاحقا لعدم كفاية الدليل.