بيروت – جورج شاهين
أوضحت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" في بيان لها، الأربعاء، أن استجابة "حزب الله" لدعوة اللبنانيين بالانسحاب من سورية ستترك أثراً إيجابياً يعكس انتعاشاً اقتصادياً وسياسياً. أما العكس، أي إصرار الحزب على القتال في سورية، فمن شأنه أن يفتت العيش المشترك ويعرّض لبنان لمغامرات قد تطيح باستقراره السياسي والأمني والاقتصادي.
وعقدت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" اجتماعها الدوري في مقرّها الدائم في الأشرفية ناقشت فيه الأوضاع في البلاد والمنطقة، وبنهاية المناقشات أصدرت البيان التالي:
"أولاً- دخل لبنان أسبوعه الـ 24 بلا حكومة، بانكشاف غير مسبوق على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، في ظل أوضاعٍ مفككة وتعقيدات إقليمية ومفاوضات لإعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة.
تؤكد الأمانة العامة على ما يلي:
1- أن تشكيل حكومة لبنان مسؤولية وطنية وواجب دستوري بامتياز يجب إخراجه من دائرة التجاذب الإقليمي والدولي.
2- إن مصلحة لبنان تتناقض مع شروط "حزب الله" التي أنهكت اللبنانيين وربطت مصيرهم بالأحداث السورية، خاصةً بعد اتخاذ الحزب قرار المشاركة في القتال داخل سورية، وبعد إدراج اسمه على قائمتي الإرهاب الأوروبية والخليجية، وقبلهما اللائحة الأميركية.
3- تطالب قوى 14 آذار بإلحاح فخامة رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف تمام سلام تشكيل حكومة محرّرة من قيود "حزب الله" على قاعدة إعلان بعبدا ، قادرة على إدارة شؤون الناس.
ثانياً- لا تزال الأحداث الأمنية المتنقلة من منطقة إلى أخرى تشغل بال اللبنانيين، وكان آخرها ما حدث في مدينة بعلبك قبل أيام قليلة، وهي أحداث أكّدت المؤكّد لجهة رفض المواطنين، أكانوا في بعلبك أو في الضاحية الجنوبية لبيروت، منطق "الأمن الذاتي" الذي يمارسه "حزب الله".
أن الدولة اللبنانية مطالبة بأن تضع حدّاً لهذا التسيُّب وأن تبسط بقواها الذاتية سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية من دون استثناء ومن دون إذنٍ من أحد وفقاً لمنطق حصرية السلاح في يد القوى الشرعية.
ثالثاً- تؤيّد الأمانة العامة لقوى 14 آذار دعوة فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الصادقة باتجاه "حزب الله" لانسحابه من القتال الدائر في سورية، وتعتبر أن حصول هذا الانسحاب سيكون خطوة باتجاه تصحيح العلاقات اللبنانية – اللبنانية وبداية صحيحة لمعالجة كل الأمور العالقة وعلى رأسها سلاح الحزب وفقاً لاتفاق الطائف وقراري الشرعية الدولية 1559 و1701.
أن استجابة "حزب الله" لدعوة اللبنانيين سوف تترك أثراً إيجابياً ينعكس انتعاشاً اقتصادياً وسياسياً. أما العكس، أي إصرار الحزب على القتال في سورية، فمن شأنه أن يفتت العيش المشترك ويعرّض لبنان لمغامرات قد تطيح باستقراره السياسي والأمني والاقتصادي.
رابعاً- يكثر الحديث في الآونة الأخيرة على معالجة أوضاع النازحين السوريين قسراً إلى لبنان. وفي هذا المجال يهمّ الأمانة العامة التأكيد على النقاط التالية:
1- أن أحد وجوه المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري الشقيق جراء وحشية النظام الأسدي يتمثّل بالتهجير القسري داخل الأراضي السورية وباتجاه البلدان المجاورة. وقبل يومين حذّرت مصادر عليا في الأمم المتحدة من خطر تغيير ديمغرافي في المنطقة جرّاء النزوح الهائل من سورية.
2- أن هذا النزوح يرتّب أعباءً كبيرة على لبنان وعلى اللبنانيين تتجاوز قدرتنا على تحملها. من هنا تؤكد الأمانة العامة لقوى 14 آذار أن موقف لبنان في الجمعية العامة في نيويورك هو ضروري من أجل أن يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته للمساعدة في تأمين الغذاء والدواء والمأوى والمدارس للنازح السوري في لبنان.
3- تحمّل قوى 14 آذار الحكومة اللبنانية مجتمعةً مسؤولية الاهتمام الرصين وإيجاد الحلول الهادفة والهادئة بعيداً عن التصريحات الشعبوية والعنصرية من قبل بعض الوزراء وغيرهم.
خامساً- تتقدّم الأمانة العامة من أهالي قرية قبعيت وسائر القرى في عكار وطرابلس بالتعازي الحارة بأحبائهم الذين سقطوا بحادثة العبارة الاندونيسية، وإذ تحمّل مسؤولية ما حدث لغياب الدولة المزمن عن الاهتمام بقضايا الشعب الحياتية ما يُفسح المجال أمام الانتهازيين لاستغلال ضعف الفقراء، تطالب الحكومة اللبنانية بتحمّل مسؤولياتها كاملة في استرجاع جثامين الضحايا ومعالجة المرضى والجرحى ومعاقبة كل من يتبيّن أنه تسبب في الوصول إلى هذه الكارثة.