تونس - العرب اليوم
يدور جدل واسع في تونس حول عودة رموز النظام السابق لتصدر المشهد الإعلامي والسياسي ، من خلال تأسيس أحزاب والإعلان عن الاستعداد للمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة ، والمتوقع إجراؤها نهاية السنة الجارية.
ويتم ذلك بالتوازي مع شروع لجان المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) في مناقشة مشروع القانون الانتخابي ، الذي تضمن اقتراحات تدعو لضرورة التنصيص على إقصاء رموز النظام السابق وقيادات حزب التجمع المنحل الذي كان يحكم البلاد خلال زمن الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
وفي هذا السياق ، أعلن راشد الغنوشي ، زعيم النهضة الإسلامية في تونس ، والتي لها أغلبية في المجلس التأسيسي ، في حوار مع إذاعة تونسية خاصة "إن حزبه ضد الإقصاء أو العزل السياسي لرموز النظام السابق" ، مضيفا أن "الإقصاء داء وليس دواء ، والسفينة التونسية يجب أن تحمل الجميع".
وتفاعلا مع تصريحات الغنوشي ، قال حامد القروي ، الوزير الأول السابق ونائب رئيس حزب التجمع في عهد بن علي ، في تصريح خاص لقناة "العربية" الإخبارية "إن تونس في حاجة إلى كل أبنائها، وقد شهدت الفترة الماضية حرمان البلاد من عديد الكفاءات ، القادرة على النهوض بالبلاد" ، مضيفا "يجب ألا نقبل ظاهرة العقاب الجماعي ، والدساترة والتجمعيين هم من حرروا البلاد وبنوا الدولة ، وقد برأهم القضاء ، ويجب أن يرفعوا رؤوسهم ويشاركوا في نحت مستقبل بلدهم".
كما استنكر القروي ، دعوة رئيس المجلس الوطنس التأسيسي ، مصطفي بن جعفر ، إلى منع رموز حزب بن علي من الترشح للانتخابات القادمة.
وفي هذا الإطار ، استهجن محمد بنور ، الناطق الرسمي باسم حزب "التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات" الذي يرأسه بن جعفر ، ظهور القروي في الإعلام ، ووصفه بأنه "أحد رموز نظام بن علي" ، كما رأى بنور في تصريحات الوزير الأول الأسبق "محاولة للالتفاف على الثورة ، والعمل على إعادة التجمع المنحل إلى الحكم".
يذكر أن الساحة السياسية في تونس شهدت إنشاء عدة أحزاب سياسية من قبل شخصيات عملت مع النظام السابق ، بل إنها كانت في الصفوف الأمامية مع الرئيس السابق زين العابدين بن علي ، منها الوزير الأول الأسبق حامد القروي ، ووزير الخارجية كمال مرجان ، إضافة إلى الباجي قائد السبسي رئيس حزب "نداء تونس" ، الذي تولى مهام رئاسة مجلس النواب خلال فترة حكم بن علي.
وتحمل الأحزاب اليسارية و"المجموعات الثورية" حكومة الترويكا ، خاصة حزب "النهضة" ، مسئولية عودة رجال بن علي ، بسبب ما اعتبروه فشلا في إدارة البلاد وفي تصريف شئون الحكم ، إضافة إلى "تطبيعها" مع قيادات حزب بن علي المنحل ، من خلال استقطابهم أو السماح لهم بتكوين أحزاب سياسية.
أ ش أ