بيروت – جورج شاهين
أثنى العلّامة السيد علي فضل الله، نجل العلامة الراحل محمد حسين فضل الله، على الجهود التي أدت إلى الإفراج عن راهبات معلولا، داعيًا إلى إطلاق موقف إسلامي ومسيحي حاسم من مسألة الخطف، فيما رحّب بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام بالإفراج عن راهبات دير "ما تقلا"، اللواتي اختطفن منذ أشهر، مثمنًا الخطوة المباشرة، والحاملة بشرى المحبة والتلاقي بين كل أطياف المجتمع.
وأضاف فضل الله، في بيان له، "إننا نحيي كلّ الجهود التي بُذلت بغية إطلاق سراح راهبات معلولا، وفي مقدّمها الجهود التي بذلها اللواء عباس إبراهيم، وأفضت إلى إخراج راهبات معلولا من دائرة الخطف والاعتقال، إلى فضاء الحرية".
وتابع "إننا نأمل أن يبذل كلّ المعنيين، وكلّ الذين ساهموا في الإفراج عن الراهبات، جهوداً مماثلة، بغية إطلاق سراح المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي، وكل المخطوفين في سورية، ومن هنا، فإننا ندعو إلى إطلاق موقف إسلامي ومسيحي وإنساني حاسم حيال كل قضايا الخطف، يمنع تكرار هذه المآسي وكل ما سبّبته من آلام للمخطوفين وذويهم".
واستطرد "كما إننا نأمل أن يكون تحرير الراهبات حافزاً لتحرير بقية المخطوفين، بما يعزز العلاقات الإسلامية المسيحية، ويزيل أيّ هواجس ومخاوف من شأنها العمل على تعقيدها، ويحول دون وقوع هذه المنطقة التي انبعثت فيها الرسالات السماوية، في أتون الفتنة، التي يُراد لها أن تفتّت بلادنا، وتستنزف ثرواتها، وتقضي على كل القيم الرسالية والأخلاقية والإنسانية".
وفي سياق متصل، اعتبر بطريرك أنطاكية أنَّ "نجاح هذا المسعى المبارك ووصوله إلى الخاتمة السعيدة، يؤكد أنَّ مجتمعنا العربي هو بأصله مجتمع خير، وتعاون، نحو سلام الإنسانية، وكرامة البشر".
وهنأ غبطة البطريرك يوحنا العاشر اليازجي، والكنيسة الأرثوذكسية، إكليروسًا وشعبًا، متمنيًا أن تكتمل الفرحة بالإفراج عن المطرانين المخطوفين اليازجي وإبراهيم، ليعودا إلى رعيتهما سالمين، ويتابعا رسالتهما الروحية والإنسانية، في أمان".
وتمنى لحام أن "يتم الإفراج عن كل المخطوفين والمنسيين، وأن يعود السلام إلى الربوع السورية والعربية، لأن أرضنا هي أرض السلام والأديان والمحبة والعيش الإيماني السلامي".
وتوجه بالشكر إلى "المرجعيات الروحية المسيحية والإسلامية في العالم، التي استنكرت كل اعتداء على الإنسان والحرمات الدينية"، كما حيّا "المقامات السياسية اللبنانية والسورية والعربية، التي كان لها دور أساسي وفاعل في إطلاق راهبات معلولا"، مشدّدًا على "العزم والقول على إكمال رسالة الله، رسالة المحبة، لأننا بالمحبة ننتصر على كل شيء".