أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن تصريحات الرئيس محمود عباس أمام طلبة إسرائيليين في مقر الرئاسة في رام الله الأحد بخصوص اللاجئين ويهودية الدولة يتناقض مع حقوق الشعب الفلسطيني وبرنامج وقرارات الإجماع الوطني بشأنها. وأكدت الجبهة في بيان وصل "العرب اليوم" ، رفضها لكل أشكال التطبيع والذي تقع في نطاقه مثل هذه اللقاءات التي لم تأتِ إلا بمزيد من التطرف في المجتمع الإسرائيلي، رافضة ما جاء في الكلمة بخصوص اللاجئين ويهودية الدولة، والذي يتناقض مع حقوق الشعب الفلسطيني وبرنامج وقرارات الإجماع الوطني بشأنها. يُذكر أن عباس قال خلال لقائه بـ200 طالب صهيوني في مقر المقاطعة في رام الله، الأحد "لا نود إغراق إسرائيل بملايين اللاجئين الفلسطينيين"، مبديًا موافقة مبدئية على الاعتراف بـ"إسرائيل" دولة يهودية. وأوضحت أن حديث الرئيس أبو مازن هذا يمثل تنازلًا خطيرًا، ولا يعدو بالنسبة لنا عن كونه موقفًا شخصيًا لا يلزم أحدًا" موضحة أن قضية اللاجئين التي هي حق وطني وشخصي يرى الرئيس أبو مازن أن المطالبة بعودتهم إلى ديارهم التي شردوا منها وفق القرار الدولي 194 مجرد "دعاية"، وأنه لن "نسعى أو نعمل على أن نغرق إسرائيل بالملايين لتغيير تركيبتها السكانية، يعني أن التنازل بشأنها قد وقع في محادثاته مع السيد كيري، وكذلك فيما يتعلق بيهودية الدولة الذي أشار إلى دعوة إسرائيل بأخذ قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة "وسننصاع له". ودعت الجبهة "اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وفصائل العمل الوطني وكل قطاعات الشعب الفلسطيني للوقوف بجدية أمام خطورة هذا الموقف، وما يمكن أن تشكله من أساس لإطار أو لخطة كيري المرتقبة والتي هدفها فرض حل على الشعب الفلسطيني يتناقض كليًا مع الحقوق الجوهرية له". من جهتها، أكدت الحكومة الفلسطينية أن حق عودة اللاجئين ثابت لا يقبل النقاش، مشددةً على أنه يتربع على سلم أولوياتها. وقال الناطق باسم الحكومة م. إيهاب الغصين الإثنين، إن القدس هي عاصمة فلسطين ولا تقبل القسمة على اثنين أو أي شكل من أشكال التقسيم التي يسعى لها الاحتلال سواء كان زمانيًا أو مكانيًا.وأضاف الغصين "يجب أن ندافع عن عاصمتنا حتى الرمق الأخير، باعتبارها أرض الإسراء والمعراج". وبشأن تصريحات عباس بأن السلطة لن تلجأ للعنف حتى في حال فشلت المفاوضات، شدد على أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة في ظل أن الاحتلال الصهيوني لا يؤمن بلغة الضعفاء بل يؤمن بلغة القوة. واستنكر وصف عباس المقاومة بأنها "عنف"، مبينًا أن الحقوق لا توهب وإنما تنتزع انتزاعًا ويجب التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة المحتل الذي سلب أرضه ووطنه. وطالبه بعدم الإصغاء إلى كل من يريد التنازل على الثوابت الفلسطينية، والحفاظ عليها مهما كلف ذلك من ثمن لأن التاريخ لن ينسى صانعيه. من جهتها، وصفت حركة حماس تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن اللاجئين الفلسطينيين بـ "الأمر الخطير". وقال القيادي في حركة حماس وعضو لجنة حوار المصالحة إسماعيل الأشقر, إن تصريحات عباس تُعطي انطباعًا بأن "فلسطين ملكٌ لليهود". من جهة أخرى، أعرب الأشقر ضمن سياق برنامج "بلا قيود" الذي تبثه إذاعة الأقصى الموالية لحماس عن أمله بتحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح, وذلك إثر عدة لقاءات عُقدت أخيرًا بين الطرفين. ودعا الأشقر, حركة فتح لتطبيق ما تم الاتفاق عليه مسبقًا "رزمةً واحدة, من دون تفكيك وتأخير, فكفى انقسامًا يعمّق جراح الشعب الفلسطيني". وقال في هذا الصدد" تعالوا لشراكة حقيقية, لنحمل هم ووجع الشعب الفلسطيني, ونتقاسم هموم فلسطين, فعدونا واحد وهو الاحتلال والإرهاب الصهيوني". وانتقد الأشقر تصريحات "بعض القيادات الفتحاوية التي تُفسّر عبر تصريحاتها وضع غزة, وكأنه إقليم متمرد يسعوْن لإلحاقه بالضفة والشرعية". وأضاف" غزة جزء من فلسطين وليست إقليما متمردًا كما يُعلن بعض الأخوة في فتح, والحديث عن استعادة غزة وتحريرها, كلامًا غير مقبول". وقال الأشقر" الأخطر من ذلك أن تعلن الحكومة بغزة خطوات نوايا حسنة وإطلاق مزيد من الحريات, في المقابل نرى خطوات قمعية في الضفة, حيث اعتقال أسرى وحملات أمنية, وكأن الضفة إقليم فتحاوي ممنوع الحديث عنه, وأن المشكلة فقط غزة". وكشف الأشقر عن "وجود اتصالات وحديث في الأروقة مع الإخوة في حركة فتح لكسر الهوة وعدم تسميم الأجواء وتفسير الأمور من قِبل البعض كما يشاء".وأكد أن حماس تسعى لشراكة وطنية "لا باقتسام المناصب, بل باقتسام الهم الفلسطيني". وبشأن موقف حماس من أي قوات دولية على الأراضي الفلسطينية, جدد تأكيد الحركة أنها ستتعامل مع هذه القوات كأنها قوات احتلال, مضيفًا:" لن تكون بيننا وبينها سوى البندقية, وسنتعامل معها احتلال".