دمشق ـ جورج الشامي
نفت "القيادة العامة" لتنظيم "القاعدة"، في بيان منسوب لها، نشر على الإنترنت، الصلة مع تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وجاء في البيان، الذي نقلته مؤسسة "سايت"، المتخصصة في رصد المواقع الإسلامية، أنّ "جماعة قاعدة الجهاد تعلن عن أنّ لا صلة لها بجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم تخطر بإنشائها، ولم تستأمر فيها، ولم تستشر، ولم ترضها، بل أمرت بوقف العمل بها".
وأضاف البيان أنّ "التنظيم ليس فرعًا من جماعة قاعدة الجهاد، ولا تربطها معها علاقة تنظيمية، وليست الجماعة مسؤولة عن تصرفاتها".
وكان زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري قد دعا، في انون الثاني/يناير الماضي، في رسالة صوتية، إلى وقف القتال بين "أخوة الجهاد والإسلام" في سورية، عقب احتدام القتال بين "داعش" والفصائل المعارضة.
وشاركت "جبهة النصرة"، التي سبق أن اعتبرها الظواهري "ممثل تنظيم القاعدة في سورية"، إلى جانب مقاتلي المعارضة، المؤلفين من "الجبهة الإسلامية" و"جيش المجاهدين" و"جبهة ثوار سورية" في بعض هذه المعارك، ضد تنظيم "داعش".
وأشار بيان "القاعدة" إلى أن "أفرع الجماعة هي التي تعلنها القيادة العامة للجماعة، وتعترف بها، مع التأكيد على ولائنا ومحبتنا وتأييدنا لكل مجاهد، وحرصنا على الأخوة بين المسلمين والمجاهدين"،مؤكّدًا على بعض المعاني المهمة في العمل الجهادي، ومنها الحرص على الشورى، والعمل الجماعي، واتخاذ القرارات المصيرية بعد التشاور بين المجاهدين، وإقرار قيادتهم لها، والحرص على أن تحل مشاكل المجاهدين فيما بينهم، وليس عبر الإعلام، وعدم التسرع في إعلان إمارات ودول، لم يستشر فيها علماء المجاهدين، ولا القيادة، ولا سائر المجاهدين والمسلمين، ثم فرضها على الناس.
وأضاف البيان أنَّ الجهاد يتضمن "الحرص على حشد الأمة للقضايا الرئيسية، والحرص على تخليص العمل الجهادي من المخالفات والتصرفات المضرة، والبراءة من أيّ تصرف ينشأ عنه ظلم ينال مجاهدًا أو مسلمًا أو غير مسلم".
وأكّدت القاعدة في بيانها "التبرأ من الفتنة، التي تحدث في الشام بين فصائل المجاهدين، ومن الدماء المحرمة التي سفكت فيها، من أي طرف كان"، داعية الجميع إلى أن يتقوا الله، ويدركوا عظم المسؤولية الملقاة عليهم، وفداحة الكارثة التي أصابت الجهاد في الشام، ومستقبل الأمة المسلمة، إثر الفتنة التي خاضوا فيها.
ودعت "كل ذي عقل ودين وحرص على الجهاد أن يسعى جاهدًا في إطفاء الفتنة، عبر العمل على الإيقاف الفوري للقتال، ثم السعي في حل النزاعات، عبر التحاكم إلى هيئات قضائية شرعية، بغية الفصل فيما شجر بين المجاهدين"، مؤكّدة أنّ باب التناصح بيننا وبين الجميع مفتوح، وأنّ المسلم المجاهد يبقى له حق الأخوة والنصرة والولاء، مهما زاد خطؤه، ولا نبرأ أنفسنا من ذلك".