أكّد الخطباء السُّنة في العراق، خلال صلاة الجمعة، التي حملت اسم "الأنبار رمز التحدي والصمود"، أنَّهم سيواصلون الاحتجاج ضد الحكومة، بينما كشف إمام وخطيب جمعة النجف الأشرف محمد الحسني عن أنَّ تنظيم "داعش" هو من صنيعة دول مستبدة، ومستكبرة، تريد زرع الفرقة بين الطوئف، داعيًا إلى حماية أبناء طوزخورماتو، لأنهم يتعرضون لـ"إبادة جماعية"، وقدّم شكره لـ"العتبة الحسينية المقدسة" لما قدمته من خدمة لأبناء الأنبار، وإيواء الأسر النازحة. وانتقد خطيب الفلوجة عبد الحميد جدوع، الجمعة، بعض وسائل الإعلام "لمحاولتها تشويه الحقائق وتحوّلها إلى منبر للظالم، تغطي جرائمه"، داعيًا إياها إلى أن "تكون مهنية وحيادية في نقل المجازر والإبادة الجماعية ضد أهل الأنبار"، حسب تعبيره، وفي حين شدّد على أنه "لا وجود لداعش في الفلوجة"، أكّد أنّ "الحركة الطبيعية عادت للفلوجة بفضل تحرك شيوخها وعلماء الدين". واعتبر خطيب تكريت ثامر البراك في الخطبة أنَّ "الاحتجاجات لها هوية، وهي العشائر العراقية، وهي شبيه بتلك التي انطلقت في الجنوب، ضد الظلم، في عشرينات القرن الماضي، وحملت اسم ثورة العشرين"، مشيرًا إلى أنَّ "هناك أحزابًا في الوسط والجنوب تحاول إجهاض الثورة ولكنها ستستمر". وفي بيجي، شمال العراق، أكّد الخطيب عبد السلام الصفار أنَّ "المتظاهرون، بعد عام وأكثر، مستمرون في الثورة ضد الظلم والاضطهاد"، معتبرًا أنَّ "الجيش العراقي أصبح سورًا لشخص وليس للوطن، وما نترجاه منه هو أن يعود إلى شعبه ووطنه، ويحميهم". ومن جانبها، أشارت المرجعية الدينية، الجمعة، إلى أنَّ "ظاهرة التطرف والإرهاب انتشرت في الشرق الأوسط"، داعية إلى "مكافحتها، عبر اعتماد الفكر الوسطي كأساس للتعايش السلمي". وبيّن ممثل المرجعية الدينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي، الجمعة، أنَّ "على الجميع التكاتف في سبيل مكافحة الأفكار المتطرفة، واعتماد الفكر الوسطي، موضحًا أنَّ "من دون ذلك لا يمكن الحد من هذه الظاهرة، وتأثيراتها السيئة على الإسلام، ودول المنطقة، بل ستتسع لتشمل المزيد من الدول الإسلامية". وفي سياق ذي صلة، أكّد ائتلاف "متحدون"، بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، الجمعة، أنّه "يتفق ويؤيد مبادرة رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم، بغية إرساء الأمن في محافظة الأنبار". وتضمّنت مبادرة "أنبارنا الصامدة"، إقرار مشروع إعمار خاص بالأنبار، بقيمة أربعة مليارات دولار، ينفذ على مدى أربعة أعوام، ورصد ميزانية لدعم العشائر التي تقاتل مسلحي تنظيم "القاعدة"، بغية تقوية إمكاناتها الذاتية المادية والاجتماعية، وتعويض أبنائها من القتلى والجرحى، فضلاً عن إنشاء قوات دفاع ذاتي من عشائر الأنبار، مهمتها تأمين الحدود الدولية، والطرق الاستراتيجية في المحافظة. وحذّر قائد "صحوات العراق" وسام الحردان، الجمعة، وزارة الدفاع من إعادة أحمد أبو ريشة إلى منصب قائد "صحوات الأنبار"، واصفًا الأمر بـ"مؤامرة سياسية"، داعيًا المالكي إلى "النظر بجدية إلى الموضوع ودعم صحوات الأنبار، هذا إذا كانت الحكومة مقتنعة بأهميّة استمرارها".