حمص – عادل نقشبندي
شارك عدد من نساء وأطفال حمص المحاصرة يوم الثلاثاء باعتصام طالبوا فيه بفك الحصار عن المدينة، وجال المعتصمون في عدد من أحياء المدينة المحاصرة، وبث المكتب الإعلامي لحي باب السباع -أول الأحياء الثائرة في حمص- شريط فيديو لعدد من النساء والأطفال وهم يحملون لافتات تندد بالتخاذل والصمت المريب جرّاء حصارهم.
وحملت إحدى المعتصمات وهي طفلة لم تتجاوز العاشرة من عمرها ، لافتة كُتب عليها عبارة مؤثرة تقول:"كلمة من يتيمة.. فقدتُ أمي وأبي وما كنت لأبكي ولكن بكيت عندما فُقدت كرامة الرجال".
وحملت معتصمة أخرى لافتة كتب عليها "طلب من حرائر حمص والأطفال من الرجال المجاهدين في حمص المحاصرة وبالأخص من جبهة النصرة القصاص من كل قائد متخاذل ومنافق والله أكبر".
ولافتة ثالثة حملت عبارة "من حرائر حمص المحاصرة الله أكبر ولا إله إلا الله وانصراه وانصراه وانصراه، أين أنتم يا سيوف الإسلام، أين أنتم يا هيبة الرجال، أين أنتم يا هامات الجبال".
فيما حمل أحد الأطفال المعتصمين لوحة كتب عليها "يا من تدعون أنفسكم المجلس العسكري والشرعي يا مجالس الخزي والعار والسرقة والنفاق اتقوا الله".
وفي شريط الفيديو المذكور ناشد المعتصمون من حرائر حمص المحاصرة وأطفالها جميع الفصائل والمجموعات والأحرار الذين خرجوا لنصرة الحق ورفع الظلم عن المظلومين الانضمام إلى من ينصرهم الله إلى "جبهة النصرة" في الحال والعمل معهم يداً بيد.
واتهمت إحدى المعتصمات بعض قادة المجالس والكتائب بأنهم يدخلون المساعدات لأنفسهم فقط قائلة "إنهم أدخلوا إلينا الحلبة ومن يطعم أبناءه الحلبة التي توصف لمرضى السكري".
وتحدثت إحدى المعتصمات بحرقة: أنا ليس لدي أولاد ولكنني عندما أسمع أبناء أختي يقولون "جوعانين" فتقول لهم أمهم "فوتوا ناموا" أتأثركثيراً، وأتساءل بيني وبين نفسي (وبالنسبة لبكير شو ).
معتصمة أخرى أضافت: الشيء الذي رأيناه في حمص لم تره منطقة أخرى في سوريا نحن محرومون من الماء والكهرباء والأكل والمازوت وعايشين على الحطب" نعمت عيوننا من الدخان".
وقال الناشط الإعلامي "بيبرس التلاوي" الذي واكب الاعتصام لأحد مواقع المعارضة: ما يقوم به النظام اليوم هو ضد الإنسانية من سياسة قمع يتبعها بسياسة الموت البطيء لإخضاع المحاصرين في الحصار.
وأضاف: أصبحنا لا نموت فقط من قذائف النظام أيضاً، بل نموت من الجوع ومن البرد، مشيرا إلى أنه لو أرادت المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي أن تضغط على النظام لفتح معابر لإخراج المدنين لضغطوا عليه ولكنهم لن يضغطوا عليه لأنهم راضون عن ما يقوم به النظام لأن السلاح الكيميائي أغلى من الدم السوري.
وحول دلالة اشتراك النساء والأطفال تحديداً في هذا الاعتصام يقول التلاوي:
هؤلاء الضعفاء لم يبق لهم سوى الاعتصام للضغط على المجتمع الدولي وعلى المنظمات لأنهم يرون أبنائهم جياعا بين أيديهم ولكن لا يستطيعون إطعامهم.