غزة – العرب اليوم
أكَّد عضو اللجنة المركزيَّة لحركة "فتح" اللواء توفيق الطيراوي أن "ما حدث في غزة من انقلاب كان بداية المؤامرة على القضيَّة الفلسطينيَّة وهلَّلت له فضائيَّة الجزيرة، بحيث بدأ هذا التَّحرُّك في غزَّة وأخذ واقع الانقلاب، وبعد ذلك تطَّور وانتقل إلى الوطن العربي، فالأهداف في غزة محليَّة وأبعاده دوليَّة. وأضاف أن "الثَّورات في كل من تونس ومصر والدول العربيَّة الأخرى هي نتاج تحرُّك شباب وطنيِّين خرجوا ضد الاستبداد والدِّكتاتوريَّة والفساد، وكان هؤلاء الشَّباب غير منظَّمين لأيَّة فئة أو حزب، فقامت بعض الأحزاب وعلى رأسها الإخوان المسلمين بالاستفادة من نتائج هذه الثًّورات رغم أنها لم تدخل في بداية هذه الثورات، وسرقت الإنجازات واستولت على السُّلطة".
وأكد اللواء توفيق الطيراوي في كلمته أن "من قام بهذه الثورات من الشباب الوطنيين لم يحصلوا على مقاعد في الانتخابات، فالإخوان هم من سيطروا على الوضع تماما، وهم من استفادوا مما جرى على الأرض، وفي النهاية تم تحريف ما جرى في الوطن العربي من ثورات إلى مكاسب سياسية وأهداف حزبية، وبالتالي كانت النتائج كارثية على الجميع وبشكل خاص على القضية الفلسطينية".
وأما عن نتائج هذه الثورات، فقد أكد اللواء توفيق الطيراوي أنها "كارثية"، وأضاف أن "النتائج تمثلت في محاولات تدمير هياكل الدولة وإضعاف وشق الجيوش العربية خلافا لما حدث في روسيا مثلا فعندما سقط الاتحاد السوفيتي تحولت الدولة إلى روسيا وتحول الجيش السوفيتي للجيش الروسي، وهذا ما حدث في الدول التي كانت في منظومة الاتحاد السوفيتي، بحيث تمت المحافظة على الدولة، والهدف مما يجري في منطقتنا هو أننا سنحتاج إلى أعوام طويلة لإعادة تشكيل الجيوش وهياكل الدول وهذه الكارثة الكبرى، وهذا المخطط الذي رسم للمنطقة وبشأن هدف الثورات أدى إلى تدمير البنية الأساسية في الدول العربية لمصلحة إسرائيل، ومحاولة تدمير القضية الفلسطينية التي أصبحت في نهاية سلم الأولويات العربية وأصبحت القطرية هي في المقدمة على حساب القضية القومية". وأكد أن "الفلسطينيين الموجودين في الدول العربية أصبح وضعهم صعب جدا، ونحن نعمل جاهدين قدر الإمكان لتوفير سبل الحياة الأساسية لهم، فنحن عاجزون عن توفير كل ما يحتاجون، وذلك بسبب عددهم الذي يقدر بمئات الآلاف، وإمكانيات السلطة محدودة والمساعدات العربية لهم معدومة". وعبر عن "موقفه الرافض للمفاوضات"، وأكد أن "الذهاب للمفاوضات خطأ وعدم الذهاب للانضمام للمؤسسات الدولية كان خطأ كبيرا لأن الإسرائيليين لم ينفذوا الاستحقاقات السابقة، وأي اتفاق إطار مقبل سيكون ثمنه كبير علينا، فكيري هو راعي أساسي لمصالح إسرائيل وليس لمصالح الفلسطينيين، وليست أميركا راعي نزيه لأنها منحازة لإسرائيل".
وفي نهاية كلمته أكد اللواء توفيق الطيراوي أن "ما يجري في الوطن العربي هو كارثي علينا بالتفاصيل كلها، فسورية الوطن الآخر للشعب الفلسطيني، والجيش السوري وطني عريق، يؤيدنا دائما، ويحمي أبنائنا، وهو يتعرض للتدمير حاليا، وما يجري في سورية هو تدمير سورية، التي ستحتاج لعشرات الأعوام لبناء نفسها وما تدمر فيها، والآن الخطر الأكبر على مصر والجيش المصري، ولو تعرض الجيش المصري لمكروه ستكون كارثة للقضية الفلسطينية، فمصر منذ القدم وهي تدافع عن فلسطين وتقدم للفلسطينين المساعدة في جميع الظروف ولها الدور الفاعل والأبرز في رعاية المصالحة الفلسطينية، لذلك نحن مع شعب مصر ومع جيش مصر، ومع الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في جميع الدول العربية".