حذر رئيس حزب "يوجد مستقبل" ووزير المالية الإسرائيلية، يائير لبيد، من عدم التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، واصفاً الوضع الحالي بالخطر على مستقبل إسرائيل ويجب بذل جهود من أجل تقدم المفاوضات حتى لو تم تغيير تركيبة الحكومة الإسرائيلية. وجاءت أقوال لبيد خلال خطاب ألقاه في مؤتمر الأعمال الذي تعقده صحيفة "غلوبس" الاقتصادية اليوم الأحد، على خلفية التوتر المتصاعد بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية حول المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية المتعثرة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن لبيد، قوله إنه "كل أسبوع يمر من دون تقدم في المفاوضات يشكل خطرا على استقرار الحكومة.. ثمة أهمية للاقتصاد والدولة بأن تستمر هذه الحكومة في ولايتها حتى لو استوجب التقدم في المفاوضات تغييرات ائتلافية كهذه أو تلك"، في إشارة إلى حزب "البيت اليهودي" الذي يعارض قيام دولة فلسطينية بشكل مبدئي. وأضاف لبيد أن العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين هو "الموضوع الذي لديه تأثير حاسم على الاقتصاد الإسرائيلي والمجتمع الإسرائيلي". وأردف أنه فيما يتعلق بالمفاوضات "تبقت عدة شهور فقط للوصول إلى تاريخ الهدف المحدد لإنهاء المفاوضات" معتبرا أنه "رغم أن التأخير والمماطلة يأتيان بالغالب من الجانب الفلسطيني، لكن ليس لدينا مسؤولية عن الجانب الفلسطيني، وإنما نحن مسؤولون عن الجانب الفلسطيني، ودولة إسرائيل لا يمكنها ويحظر عليها أن تبتلع إلى داخلها 3.5 مليون فلسطيني". وتابع لبيد أنه "حان الوقت الآن لوضع غيار عال ووصلنا إلى المرحلة التي يتعين على حكومة إسرائيل فيها الإجابة لنفسها على السؤال إذا ما كانت تجري العملية السياسية من خلال محاولة حقيقية للتوصل إلى اتفاق سلام، والقضية الحقيقية التي علينا مواجهتها هي أن هذا أمر ممكن بكل تأكيد، وهو صعب ومؤلم ومتعلق بتنازلات، لكنه ممكن". وأضاف أنه "لا يمكننا مواصلة التهرب من حقيقة أن للسلام ثمن، ثمن مؤلم وقومي وسياسي ليست سهلا وسيضطر إلى دفعه كل واحد من الموقعين على الاتفاق". وقال لبيد إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "أعلن أنه يعرف هذا الثمن ومعنى الحقيقة بأن الحل الوحيد الموجود على الطاولة هو تطبيق فكرة الدولتين للشعبين، وأنا مؤمن وآمل أن لديه الشجاعة التاريخية المطلوبة لكي يدفع الثمن، وهذا ما تعهد به عندما شكلنا الحكومة وعلى منبر الكنيست ولا أتخيل للحظة أنه لم يقصد كل كلمة". ورأى لبيد أن "مهمتنا اليوم هي تحويل هذا التصريح إلى خطة عمل منظمة والوقوف وراءها رغم الصعوبات، وهدفي ليس إضعاف الائتلاف أو وضع إنذار وإنما على العكس، أو أوضح أن الوزراء الخمسة وال19 نائبا في الكنيست لحزب يوجد مستقبل هم أساس ائتلافي صلب يسمح وسيسمح للمفاوضات بالتقدم". واعتبر أن "الخطأ التاريخي" لليسار الصهيوني هو أنه "سارع إلى الإعلان مسبقا عما هو مستعد للتنازل عنه وأعفى بذلك الفلسطينيين من دفع ثمن مقابل السلام، وليس هكذا يجرون مفاوضات في الشرق الأوسط، وعلى الفلسطينيين أن يعلموا بأن عليهم أن يدفعوا ثمنا أيضا وعليهم أن يوافقوا على تسويات مؤلمة". وقال لبيد إن "كل لحظة تمر ولا يوجد فيها اتفاق بيينا وبين الفلسطينيين هي خطر بارز على وجود دولة إسرائيل كدولة يهودية، وكل يوم يمر من دون اتفاق يقربنا من خطر الدولة الثنائية القومية... ولا يتوجب على دولة إسرائيل أن تسيطر على شعب آخر، فهذا يتعارض مع الأخلاق اليهودية، ويتعارض مع فكرة بناء مجتمع قدوة". وعقب رئيس حزب العمل الإسرائيلي، عضو الكنيست يتسحاق هرتسوغ، على اقوال لبيد بأن حزبه سيدعم من داخل الحكومة أو من صفوف المعارضة نتنياهو في حال تقدم المفاوضات.."وآمل أن ينفذ (حزب) يوجد مستقبل الجانب الآخر من المعادلة وينضم إلينا (في المعارضة) في حال تهرب نتنياهو من المفاوضات".