حذّر زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر من أن مستقبل العراق كدولة موحدة ومستقلة يواجه الخطر، بسبب ما اعتبره العداء الطائفي بين السنة والشيعة، وكشف عن أن حكومة إقليم كردستان العراق قد تتجه إلى الاستقلال، إذا ما واجهت ضغوطاً أكبر من حكومة نوري المالكي. وأوضح، في مقابلة مع صحيفة "اندبندانت" البريطانية، الجمعة، أن "الشعب العراقي سيتفكك، وتنهار حكومته، ويصبح من السهل على القوى الخارجية السيطرة على البلاد، وسيكون الظلام هو المستقبل القريب للعراق، بسبب انتشار الطائفية"، مشيراً إلى أن "وقوفه ضد الطائفية جعله يفقد التأييد بين أنصاره". وأضاف الصدر أن "رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، والذي كان اتهم إدارته من قبل بأنها فاسدة وطائفية وعاجزة، ربما ليس الوحيد المسؤول عن ما يحدث في العراق، لكنه الشخص الذي يدير البلاد"، متوقعاً أن "يرشح نفسه لولاية ثالثة"، معرباً عن "رفضه ذلك". وأشار إلى أنه "حاول مع زعماء عراقيين آخرين استبدال المالكي، لكنه بقي في منصبه بسبب الدعم الذي حظي به من قوى أجنبية وتحديداً الولايات المتحدة وإيران". وبيّن الصدر أن "ما يثير الدهشة حقاً هو أن الولايات المتحدة وإيران اتخذتا قراراً بشأن شخص واحد، لذلك فإن المالكي قوي لأنه معتمد من قبل الولايات المتحدة وإيران وبريطانيا". وانتقد الزعيم الشيعي العراقي حكومة المالكي، على تعاملها مع السنة في البلاد، وتهميشهم وتجاهل مطالبهم، ويرى أنها فقدت فرصتها لاسترضائهم، بعد أن بدأوا التظاهر في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، لطلب المزيد من الحقوق المدنية ووضع حد للاضطهاد. ويرى الصدر أن "الأوان فات الآن لمعالجة مطالب السنة، بسبب فشل حكومة المالكي، والتي يُنظر إليها على أنها حكومة شيعية، في تلبية مطالبهم". وفي شأن موقف العراقيين الشيعة من قيام تنظيم "القاعدة" بقتل ما يصل إلى ألف شخص منهم شهرياً، أوضح أنه "يجب أن يفهموا بأنهم لا يتعرضون للهجوم من طرف السنة، بل من طرف المتطرفين وقوى خارجية". واعتبر الصدر أن "المشكلة في العراق هي أن العراقيين أُصيبوا بصدمات نفسية، جراء دورة مستمرة من العنف، على مدى ما يقرب من نصف قرن، نظام صدام حسين، والاحتلال، وحرب بعد أخرى، وحرب الخليج الأولى، ثم حرب الخليج الثانية، ثم حرب الاحتلال، ثم المقاومة". وأقرّ بأن "العراقيين ارتكبوا خطأً حين حاولوا حل مشكلة واحدة من خلال خلق مشكلة أسوأ، مثل دعوة الأميركيين للإطاحة بنظام صدام حسين، من ثم مواجهة مشكلة الاحتلال الأميركي"، مشدّداً على أن "الحل يكمن في الوحدة الوطنية، ورفض الطائفية والتطرف، ووجود أفكار منفتحة". وعن تدخل إيران في الشؤون الداخلية للعراق، أكّد الصدر "نحن نرفض جميع أشكال التدخلات من القوى الخارجية، سواء أكانت هذه التدخلات في مصلحة العراقيين أو ضدها، وينبغي أن يقرر العراقيون مصيرهم بأنفسهم". وبرّر نجاح حكومة إقليم كردستان العراق، فيما يتعلق بالأمن والتنمية الاقتصادية، أكثر من المناطق الأخرى في العراق، بأنه "يعود إلى حقيقة وجود مستويات أقل من السرقة والفساد بين الأكراد، وربما لأنهم يحبون أيضاً انتمائهم العرقي ومنطقتهم". وكشف الصدر عن أن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أبلغه بأنه "سيطلب الاستقلال إذا ما مارس عليه المالكي ضغوطاً أكبر".