بغداد - نجلاء الطائي
حَذَّر نُوَّاب ومصادر مطلعة في الموصل في العراق، الجمعة، من انهيار الوضع الأمني في محافظة نينوى، مُؤكِّدِين أنَّها تعيش "تسُونامي سُوريَّا" بِسَبَب استمرار تسلُّل المُسَلَّحين من سورية.
وكشفت المصادر عودة التفجيرات والاغتيالات بشكل يومي، مشيرة إلى هروب 99% من الكوادر الصحافية خارج المحافظة، وقال نواب إن "داعش" باتت تسيطر على المثلث الواقع بين نينوى وصلاح الدين والأنبار، مؤكدين أنها تُنفّذ عملياتها في الموصل بشكل علني وعلى مرأى من القوات الأمنية التي اتهموها بالفساد، كاشفين قيام المجاميع المسلحة بفرض الإتاوات وتهريب النفط الخام.
ووصف مصدر في نينوى الوضع الأمنية للمحافظة بأنه "متدهور بشكل كبير"، مؤكدا "سيطرة (داعش) على أغلب المناطق الواقعة في جنوب المدينة وصولا للجزيرة والحضر والقيارة".
وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته في أحاديث صحافية تابعها "العرب اليوم"، بالقول "القوات الأمنية تنسحب من بعض المناطق ليلا التي تسيطر عليها المجاميع المسلحة ثم تعاود قوات الجيش صباحا".
وأوضح المصدر أن "انفجار السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والاغتيال بالكواتم أصبح حدثاً يومياً"، مشيرا إلى أن "كل شيء أصبح مباحا في نينوى التي تعيش تسونامي سورياً يجتاحها ويفرض سيطرته عليها وعلى المفاصل الحيوية فيها".
ويتابع المصدر الموصلي الوثيق الاطلاع بالقول إن "مسلحي داعش يمتلكون من الأسلحة والسيارات الحديثة والمتطورة التي تفوق أسلحة ومعدات وتجهيزات الجيش العراقي"، عازيا ذلك إلى "وجود عدد كبير من الهاربين من قوات الجيش والشرطة الأمر الذي دفع وزارة الدفاع إلى تقديم الإغراءات لمنتسبيها بدفع نصف رواتبهم كزيادة من أجل إبقائهم إلا أنها لم تفلح في معالجة حالات الهروب الجماعي".
وبشأن التهديدات التي تعرض لها صحافيو الموصل، كشف المصدر أن "ما نسبته 99% من الصحافيين غادروا المحافظة بعد عثور القوات الأمنية على قائمة تضم أسماء 44 صحافيا تنوي (داعش) تصفيتهم"، لافتا إلى أن "أغلب عمليات الاغتيالات التي طالت الصحافيين في الموصل كانت قريبة من أماكن وجود القوات الأمنية التي لم تحرك ساكنا".
واعتبرت عضو القائمة العراقية النائبة نورة البجاري، أن "محافظة نينوى أصبحت من بين أكثر المحافظات العراقية ملجأ للإرهاب"، عازية ذلك إلى أنها "محافظة حدودية مع سورية وتركيا وقرب إيران منها".
وأضافت البجاري، أن "المجاميع المسلحة منتشرة في أنحاء محافظة نينوى وعلى وجه الخصوص في مناطق الجزيرة والحدود الفاصلة بين صلاح الدين والأنبار"، متسائلة "هل الحكومة بإمكانياتها كافة لا تعرف بوجود هذه المجاميع وأوكارها؟".
وتابعت النائب عن محافظة نينوى بالقول إن "القوات الأمنية تعرف جيدا مواقع وجود هذه المجاميع وتحركاتها لكنها عاجزة عن القضاء عليها"، مؤكدة أن "الشريط الحدودي مع سورية يشهد تسلل الإرهابيين من سورية إلى الأراضي العراقية لأن الحدود مفتوحة وكبيرة".
وانتقدت النائب عن القائمة العراقية "عدم اختيار القادة الأكفاء والمهنيين لإحكام القبضة على المناطق الحاضنة للإرهاب"، واعتبرت أن محافظة نينوى باتت "شبه ساقطة بيد الإرهاب".
ولفتت البجاري إلى أن "السيطرات الأمنية المنتشرة في المحافظة عليها شبهات فساد وأن عناصر هذه السيطرات لا تقرأ ولا تكتب وبعض المواطنين يعطون هوياتهم بصورة عكسية لهؤلاء العناصر الأمنية وهذا دليل واضح على عدم معرفة هؤلاء للقراءة والكتابة".
وكان مرصد الحريات الصحافية كشف، في بيان له الخميس، مغادرة 40 صحافيا موصليا بعد تصاعد التهديدات ضد العاملين في وسائل الإعلام.
وبحسب مؤشرات مرصد الحريات الصحافية، فإن مدينة الموصل تعد الأخطر على الصحافيين، حيث شهدت المدينة منذ الغزو الأميركي للبلاد مقتل 48 صحافياً وإعلاميا بمفردها.