بيروت - جورج شاهين
سأل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة “الأنباء” الالكترونيّة التابعة لحزبه، متى ياتي الوقت الذي تمنح فيه جائزة نوبل لمن سينقذ سورية من هذا النظام الاجرامي الفتاك؟
وقال جنبلاط :لا بد من التنويه بالجهود الكبيرة التي بذلها مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم لانهاء أزمة إختطاف الزوار اللبنانيين وإعادتهم إلى الحرية بعد أشهرٍ طويلةٍ من الاحتجاز، وهي الصفقة التي تعثرت في أكثر من محطة بسبب المفاوضات التي إتخذ بعضها طابع المتاجرات الماليّة والتدخلات من عددٍ كبير من اللاعبين سواء كانوا دولاً أم أفراداً، وإن دلت هذه المسألة على أمرٍ ما، فهي تدل على أن المرجعيّة الرسميّة اللبنانيّة تبقى تحتفظ بالمكانة الأهم في أي تعاملات مع الخارج في أوقات الأزمات وفي غير أوقات الأزمات، وأن المداخلات التي حصلت من العديد من الأطراف في هذا الملف ولدت تعقيدات إضافيّة أخرّت إتمامها في الوقت المطلوب. لذلك، نتوجه بالتهنئة للمحررين اللبنانيين على إستعادة حريتهم وخروجهم من الاحتجاز.
واعتبر جنبلاط أن إستعادة الطيارين التركيين لحريتهما أيضاً هو خطوة مهمة لأن إحتجازهما كان خطوة في غاية السلبيّة لأنها أعطت الانطباع بعودة أيام الخطف السوداء التي تحصل للأسف في العديد من المناطق اللبنانية وتطال مواطنين أبرياء بهدف جني الأموال، وهذه تعد تراجعاً أمنياً كبيراً يحتاج إلى ضبطٍ فوري وسريع من الأجهزة الأمنيّة الرسميّة المختصة.
وتابع جنبلاط "أما في ما يخص السجينات السوريّات، وعلى الرغم من أن الغموض لا زال يلف هذه المسألة، ومع أهميّة خروجهن للحرية، ولكن هذا لا يلغي أن مئات الآلاف من المواطنين السوريين لا يزالون يقبعون تحت أسر النظام السوري، عدا عن المفقودين والمهجرين داخل وخارج سوريا، والذين يقف ما يُسمّى المجتمع الدولي متفرجاً عليهم دون أن يُحرّك ساكناً، لا بل تراه يكافىء النظام من خلال الاشادة بجهوده في نزح ترسانة السلاح الكيماوي متغاضياً عن كل الارتكابات الأخرى في التدمير والقتل والخطف".
وأضاف "وفوق كل ذلك، وفي إطار سياسة النفاق الدوليّة غير المسبوقة التي مورست في صفقة نزع السلاح الكيماوي، ها هي جائزة نوبل تمنح لمنظمة حظر السلاح الكيماوي، التي إستخدمت لتبييض صفحة الأسد وإعطائه مصداقيّة وصكوك البراءة. وللتذكير ألفرد نوبل هو مخترع مادة الديناميت الذي قد يكون إبتدع فكرة الجائزة الدوليّة تكفيراً عن بعض ذنوبه. فكم من أصابع أطفال بُترت في سورية بأصابع الديناميت وقصف الدبابات والطائرات، وكم من عقولٍ قُتلت وحناجر إقُتلعت وعيونٍ فُقئت بالسلاح غير الكيماوي الفتّاك؟ فهل إنتهت أزمة سوريا وتوقفت آلة القتل بنزع السلاح الكيماوي؟ فمتى ستمنح هذه الجائزة لمن سينقذ سورية من هذا النظام الاجرامي الفتاك؟"