قرر المشرف العام على الساحة اللبنانية في حركة "فتح" اللواء عزام الأحمد، تجميد عضوية العميد محمود عيسى المُلقِّب بـ"اللينو"، على خلفية وقوفه وراء البيان الذي أصدرته مجموعة من ضباط وكوادر الحركة تُعلن فيه القيام بـ"حركة إصلاحية"، وذلك قُبيل زيارة الأحمد لبنان موفدًا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأكدت مصادر قيادية فلسطينية، أنّ قرار تجميد "اللينو" يقضي بإيقاف راتبه ومستحقاته الشهرية في "فتح"، ابتداءً من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، فضلاً عن سحب عناصره وقطع العلاقات التنظيمية معه، مضيفة أنّ "القيادة في رام الله اعتبرت ما قام به العميد عيسى حركة (عصيانية) على (فتح)، واستدلّت في هذا السياق، إضافةً إلى البيان الذي أصدره بالتعاون مع محمد دحلان المفصول من الحركة بقرار من عباس، عبر زوجته جليلة، من دون مشورة ومعرفة قيادة (فتح)، وتلقيه منها أموالاً تحت عنوان إغاثي للشعب الفلسطيني النازح من سورية إلى مخيم عين الحلوة"، مذكرةً بـ"فصل كل من إدوار كتورة وأبو إياد شعلان من (فتح)، على خلفية تنسيقهم مع دحلان وقبض أموال منه"، فيما ووصفت الحركة الإصلاحية التي أعلن بيان "اللينو" عن قيامها، بأنها "زوبعة في فنجان". وشددت المصادر نفسها، على أنّ "ذلك لن يؤثر على (فتح)، باعتبارها (أم الصبي) للشعب الفلسطيني وصاحبة الطلقة الأولى على العدو الإسرائيلي، وهي التي قدمت 80 ألف شهيد منذ انطلاقتها، بينهم أعضاء في لجنتها المركزية، وأنّ اللينو نفسه كان قد وجّه رسالة اعتذار إلى الرئيس عباس، معلنًا عزمه البقاء تحت رايته في (فتح)، إلا أنّ توضيحه لجهة كون ما قام به ليس (حركة تمرد) إنما (حركة إصلاحية)، أبقى الأمور مُلتبسة، وأدى في نهاية المطاف إلى قرار تجميد عضويته". وكشفت المصادر، عن "لقاء صدفة" جمع في الآونة الأخيرة بين "اللينو" بمسؤول الأمن الوطني الفلسطيني اللواء أبو عرب، في منزل سفير فلسطين لدى البحرين اللواء خالد عارف خلال زيارته لبنان، حيث تم التطرق خلال اللقاء إلى بيان "اللينو"، الذي أصرّ على مسألة قيامه بحركة "إصلاحية" داخل "فتح"، وأنه استغل حادثة انفجار إصبع ديناميت بالقرب من مقهى "أبو ليلى" على خط السكة قرب الحسبة في مخيم عين الحلوة، ليشيع أجواء مفادها أنّ موكب زوجته هو المستهدف بهذا الانفجار، علمًا أنّ زوجته مرت من المكان بعد 10 دقائق من وقوع الانفجار، الذي تبيّن من التحقيقات أنه "لا يحمل طابع الرسائل الأمنية".