صرخ باسل الخطيب احد المتهمين بمقتل الجندي الاسرائيلي الذي قتل اربعة عرب وجرح اكثر من عشرين في مدينة شفاعمرو شمال اسرائيل عام 2005 ،  بعد ان سمع القاضي ينطق بالحكم عليه في حيفا موجها كلامه للقاضي "انت بلا ضمير". والسبعة الذين ادانتهم المحكمة المركزية في حيفا ونطقت بالحكم عليهم متهمون بقتل الجندي الاسرائيلي عيدين نتان زاده الذي صعد عام 2005 الى حافلة ركاب وقام باطلاق النار على ركابها في مدينة شفاعمرو العربية، ما ادى الى مقتل اربعة مواطنين عرب وجرح اكثر من عشرين آخرين. وتدخل عندها الناجون من المجزرة وقتلوا الجندي الجاني على الفور في المكان نفسه. وحكمت المحكمة على ثلاثة من المتهمين بالسجن 36 شهرا بينها 24 شهرا مع النفاذ والباقي مع وقف التنفيذ، كما حكمت على رابع بالسجن ثمانية اشهر مع وقف التنفيذ، وعلى الثلاثة الاخرين بالسجن 18 شهرا و11 شهرا و20 شهرا اضافة الى مدد مختلفة من وقف التنفيذ . وقالت لقية الخطيب ام باسل لوكالة فرانس برس "ابني بريء لا يستحق المحاكمة او الحكم، نحن غير راضين على الحكم ونتوكل على الله". ورفضت بديعة الخطيب (27 عاما) هذه الاحكام وقالت لوكالة فرانس برس "انا كنت اجلس في آخر الحافلة وكنت آخر من وصل اليهم الجندي زادة الذي لا تزال آثار ضربة بندقيته ظاهرة على عنقي". واضافت "دخل الحافلة وقتل من قتل وجرح من جرح فاختبأت تحت اخر كرسي بعد ان قتل الشقيقتين هازار ودينا تركي اللتين كانتا جالستين امامي، وكنت ارى حذاءه الملوث بالدم من تحت الكرسي وهو يقترب مني". وتابعت وهي تروي هذه اللحظات الرهيبة "عندما عثر علي وضع فوهة بندقيته على عنقي وداس على الزناد، الا ان رشاشه كان قد فرغ من الرصاص فهجم عليه بعض الشبان وانقذوني منه" مضيفة "الذين انقذوني هم ابطال". واضافت بديعة "ليست الندبة وحدها في عنقي هي التي تركتها بندقية الجندي، لان هذه الحادثة لا تزال ماثلة امامي ولن انساها على الاطلاق بل سارويها لابنائي واحفادي... لقد كان زادة مجرما اراد قتلنا". وقال الاب رومانوس رضوان من ابناء شافاعمرو وهو من طائفة الروم الارثوذكس "لقد خدمت في مدينة شفاعمرو مدة 19 عاما ووقعت المأساة اثناء خدمتي فيها، لذلك جئت للتضامن مع اهالي البلدة ومع اهالي المتهمين، واتضرع الى الله ان يسود العدل في هذه القضية". اما مالك كرباج (53 عاما) الذي كان يلف العلم الدرزي حول رقبته فقال لوكالة فرانس برس "نحن بنو معروف لسنا شركاء مع هذه الدولة بشيء، لقد حكموا على ابن اخي اركان كرباج بالسجن 11 شهرا وحكموا على منير زقوت من بني معروف ثمانية اشهر مع وقف التنفيذ، وانا كنت متهما في البداية قبل ان يعلنوا براءتي". واضاف "هو جاء ليقتلنا، لم نذهب الى بيت احد". اما عضو الكنيست محمد بركة  عن الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة فقال "ان الحكم على الشبان مرفوض، وسنناضل حتى حصولهم على البراءة الكاملة، ومن غير المقبول تجريم الضحية، وسنحتج شعبيا وسنلاحق الموضوع قضائيا". كما قال عضو الكنيست جمال زحالقة من حزب التجمع "يجب ان يحصل هؤلاء المتهمون على وسام، ومجرد ادانة الشبان عبارة عن رسالة بان دمنا مهدور، ولا يحق للعربي الدفاع عن نفسه". وتظاهر اكثر من الف عربي امام المحكمة المركزية في حيفا وحملوا الاعلام الفلسطينية والكوفيات وهتفوا "حرية حرية وبالروح بالدم نفديك يا فلسطين". وجرت مواجهات مع الشرطة الاسرائيلية بعد ان قام احد المتطرفين اليهود باستفزاز المتظاهرين، ثم تدخلت الشرطة وفرقت المتظاهرين مستخدمة الخيالة. وقالت متحدثة باسم الشرطة ان مواجهات اندلعت بعد الحكم حيث اشتبك المتظاهرون مع قوى الامن، مشيرة الى انه تم اعتقال تسعة متظاهرين. وعرب اسرائيل الذين يقدر عددهم اليوم ب 1,4 مليون نسمة يتحدرون من 160 الف فلسطيني بقوا على اراضيهم بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948. ويشكلون 20% من السكان ويعانون من التمييز ضدهم خاصة في مجالي الوظائف والاسكان.