مَنْ ينبش كوابيس الفتنة

مَنْ ينبش كوابيس الفتنة ؟!!

مَنْ ينبش كوابيس الفتنة ؟!!

 تونس اليوم -

مَنْ ينبش كوابيس الفتنة

أسامة الرنتيسي
بقلم : أسامة الرنتيسي

 أصابع خبيثة تنبش بطن الشبكة العنكبوتية فتخرج منها موضوعات مثيرة تدفعها إلى وسائل التواصل الاجتماعي فتشتعل بتعليقات تُمزق الوحدة الوطنية وتذكي كوابيس الفتنة، لعن الله موقظها. هذه الأصابع بكل تأكيد ليست فردية، وليست بفعل المصادفة، بل هي لجهات لعينة منبوذة تعلم جيدا أن الكلمة الخبيثة في الأوضاع العامة السيئة والصعبة يكون وقعها مثل النار في الهشيم، فيشارك الدهماء في معارك وهمية معتقدين أن هذا في مصلحتهم ومصلحة الوطن.

مذكرة رفعت في 2011 من قبل شخصيات سياسية تحذر من سياسة الاقصاء، وتركز على ضرورة حماية اللُّحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي، لا تقولوا لي إن شخصا ما وقعت في يده فأعاد لها الحياة بعد عشر سنوات وانتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل تحولت إلى ترند لعدة ايام رافقتها تعليقات أقل ما يمكن ان يقال فيها إنها تعليقات عقيمة سخيفة لا يمكن أن تُخيط إبرتها حجم مسلة في وجدان الجوامع بين الشعبين الأردني والفلسطيني.

الأصابع ذاتها، بعد أن برد لهيب المذكرة، نبشت مقالا للكاتب عريب الرنتاوي في صحيفة الدستور، زعمت ان إدارة الصحيفة شطبته بعد النشر بساعات، وكان عنوانه “من أي إناء ينضح هؤلاء الإصلاحيون؟ ملخصه إدانة بعض الأصوات التي تحارب الاصلاح وتعرقل مسيرته بحجج واهية تقسيمية عفى عليها الزمن.

لنكتشف أن المقال المشار إليه قد مضى على نشره أكثر من عامين، وتم الترويج له بطرق كاذبة وتحويره عن مداره الذي نشر من أجله في ذلك الوقت من كاتب موزون مقدر لا يخطىء حرفا في القضايا الوطنية الكبرى.

طبعا؛ حجم التعليقات والانتقادات الجارحة التي طالت الكاتب والصحيفة لا يمكن استيعابه، ولا يمكن أن يقتنع المرء ان من يخط هذه الأحرف والعبارات النابية هم مواطنون يشبهوننا ويخافون على البلاد والعباد بضمائر نقية.

إذا كانت الحالة السياسية والشعبية كلها، حكومة ونواب وأحزاب ونقابات وجمعيات ومؤسسات مجتمع مدني، واندية رياضية وحركات طلابية، وأساتذة جامعات، ونخب سياسية واقتصادية وعلمية، ومتقاعدون عسكريون ومدنيون، يحذرون من الفتنة، ويدعون الى زيادة التلاحم في الوحدة الوطنية، والمصير المشترك، والحياة الآمنة للجميع، فمن هو الذي يشعل النار في مواقد الفتنة، ومن هي الجهة التي لها مصلحة في تخريب البلاد لا سمح الله….

وهل فعلا توجد للفتنة أذرع وفضاءات في مجتمع استوعب جيدا حقيقة ما يجري حوله، ويرى بأم أعينه الخراب والدمار في دول الجوار، ويتساءل بكل براءة أين سنذهب إذا حدث عندنا (لا سمح الله مرة ثانية) مثلما يحدث عند جيراننا؟!.

ثبت بالتجربة الحية أن وسائل التواصل الاجتماعي هي سلاح الإشارة لأية ثورة..او ربيع عربي.. أو فتنة..، او إشعال نار بالقرب من محطة وقود. لننتبه أكثر؛ ولنحذر من كل صوت وإصبع غير بريء، فمجنون يقذف حجرا في بئر، نحتاج مئة عاقل كي يخرجوه.

الدايم الله….

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مَنْ ينبش كوابيس الفتنة مَنْ ينبش كوابيس الفتنة



GMT 14:07 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

اللغة خلف الزجاج

GMT 14:05 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

تعديل الدستور مقابل الصواريخ

GMT 13:39 2021 السبت ,13 آذار/ مارس

"فتح" لم تكن موحّدة يوما...

GMT 13:36 2021 السبت ,13 آذار/ مارس

خارج الأرض... خارج الموضوع

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 02:39 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

ابنة بايدن تكشف عن مخاوفها بشأن سلامة أبيها عشية تنصيبه

GMT 07:34 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

حلقات مفقودة في خطاب حسن نصرالله

GMT 17:25 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

"سوني" اليابانية تعلن تأجيل إطلاق بلاى ستيشن

GMT 12:53 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع ريال مدريد كلمة السر في تراجع الملكي هذا الموسم

GMT 00:25 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

"غوغل" تقدم توضيحات بعد "اختفاء تشرتشل"

GMT 18:53 2021 السبت ,03 تموز / يوليو

63 رياضيا تونسيا يشاركون في أولمبياد طوكيو

GMT 12:46 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس المؤلِّف

GMT 12:37 2021 الثلاثاء ,27 إبريل / نيسان

5 مميزات تجب معرفتها عن التحديث الجديد لنظام «iOS»

GMT 09:26 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

جمال الجربوعي يؤكد 347 موقوفا من المطلوبين وسط المحتجين

GMT 00:01 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

تعرف على تأثير تعبئة خزان الوقود بالكامل على السيارة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia