خارج الأرض خارج الموضوع

خارج الأرض... خارج الموضوع

خارج الأرض... خارج الموضوع

 تونس اليوم -

خارج الأرض خارج الموضوع

سمير عطا الله
سمير عطا الله

كان ميخائيل غورباتشوف يقول إن أمن العالم ضد الأخطار المحدقة به، ليس في تطوير السلاح وحده. جاءت جائحة «كورونا» كي تؤكد ما كان يقوله ذلك الرؤيوي يوم كان آخر زعيم للاتحاد السوفياتي: ليس بالصواريخ يُقصف الفيروس الفتاك، بل بصناعة فيروسات من مثل خبثه وشره. وفي هذا المهرجان العلمي العالمي الذي قام لمحاربته، تأكد للإنسان المسافر إلى الفضاءات والكواكب، أن معركته الوحيدة هي هنا، على هذا الكوكب. المصادفة، أو الغرابة، أن الدول الثلاث، التي كانت أول من أرسل إنساناً إلى الفضاء، هي أيضاً أول من اخترع لقاحاً ضد الوباء. أميركا وروسيا والصين. وأيهما أكثر أهمية للبشرية: يوم قال نيل أرمسترونغ لحظة وطأ أرض القمر، إنها خطوة مهمة للإنسانية، أو يوم أعلنت شركة «فايزر» أنها طوّرت لقاحاً مضاداً وناجحاً لحماية البشر من الغول الرهيب؟
في الطريق إلى الفضاء أنجز العلم تقدماً تكنولوجياً كبيراً، خصوصاً في حقل الاتصالات. لكنّ البحث عن حياة أخرى في كواكب أخرى، يبدو سباقاً عبثياً وطفولياً أحياناً. ويقدِّر إيلون ماسك، كبير الأغنياء وآدم السيارات الكهربائية، أن إرسال عشرة رواد إلى المريخ سوف يكلف 10 مليارات دولار - مليار دولار عن كلٍّ منهم. وحين نعلم أن مئات الملايين من البشر، يعيشون بأقل من دولار في اليوم، لا يمكن إلا أن نتساءل: لماذا هذه الرحلة خارج أفلام السينما؟
خلال الحرب الباردة كان سباق الفضاء مسألة هيبة، وهالة، وعرض عضلات استراتيجية. وسقط الاتحاد السوفياتي وهو يبذل كل ما يملك خوفاً من الهزيمة المعنوية. وبعد انهياره اكتشف أن «حرب النجوم»، كانت خدعة أميركية في سباق مليء بالخدع والمؤامرات والجواسيس.
لكنّ السباق استمر. وتقدمت الصين في هذا المجال أيضاً. ولعلها احتلت الآن مركز الروس في سباق الكواكب. ومنذ أن اخترع العلماء الألمان للولايات المتحدة صناعة الصواريخ والذرّة، كان بينهم عالم صيني. وقد ذكرتُ هنا غير مرة، شيئاً يستحق الذكر دوماً، وهو أن الطلاب الصينيين في جامعات الولايات المتحدة، متقدمون دوماً على سائر الآخرين.
ليس للعلم هوية أو جنسية. الذين طوّروا علم الصواريخ في أميركا أواخر ثلاثينات القرن الماضي، كانوا في معظمهم أعضاء سريين في الحزب الشيوعي، تطاردهم الدولة في كل مكان. ولأنهم كانوا من الألمان اليهود، طوّروا الصواريخ القادرة على إسقاط الصواريخ التي كان هتلر يقصف بها بريطانيا ويدمّر صمودها.تبني الصين الآن أكبر وأهم تليسكوب في التاريخ للبحث عن حياة في دنيا الكواكب. لكن أكبر نسبة نمو في تاريخها التي تحققت هذا العام، لم تكن من تجارة الأقمار. وقد أسهمتُ في هذا النمو شخصياً، عندما عرض عليّ تاجر الهواتف جهازين لحمل وتعبئة بطاريات الهواتف: الأول غربي بعشرين دولاراً، والثاني صيني بدولارين، واصلاً من بكين إلى البيت. كيف؟ إني لست أدري. طريق الحرير بدولارين.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خارج الأرض خارج الموضوع خارج الأرض خارج الموضوع



GMT 14:07 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

اللغة خلف الزجاج

GMT 14:05 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

تعديل الدستور مقابل الصواريخ

GMT 13:39 2021 السبت ,13 آذار/ مارس

"فتح" لم تكن موحّدة يوما...

GMT 14:35 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

مبادرات البطريرك الراعي للإنقاذ اللبناني

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 21:59 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

قطاع غزة يحتضن بطولة قفز الحواجز بمشاركة 41 فارسًا

GMT 00:15 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد الشطة لعلاج مرض الصدفية

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 08:07 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

أنواع الأبواب الخشبية وكيفية اختيار أنسبها بحسب حاجتك

GMT 05:40 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

مرسيدس تعلن عن سيارتها الكهربائية بالكامل "اي كيو أيه"

GMT 10:51 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 11:06 2021 الأحد ,28 شباط / فبراير

شركة "سامسونج" تخفض سعر هاتف Galaxy S21
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia