يعود الكاتب الآردني فارس غرايبة، إلى نمط من الكتابات القديمة، ومنها الملاحم خاصة اليونانية، وألف ليلة وليلة، فضلا عن نمط مشغلي صندوق الدنيا أو "صندوق الفرجة"، من نغمات ملحنة مسجعة، من خلال روايته "خاتم اليشب". ويتساءل القارىء عند قراءة الرواية عما يريد الكاتب أن يقوله، أو عن الفكرة الرئيسية التي تسيّر هذا العمل القصصي، إذ إن المؤلف ينتقل من موضوع إلى موضوع دون تبرير فكري أو سردي كافٍ لهذه الانتقالات. وكثيرًا ما ينتظر القاريء الانتهاء من قراءة قسم من أقسام الرواية لعل فيه كشفًا عن فكرة أساسية يقوم عليها هذا العمل السردي، إلا إنه لا بد من الاعتراف بنجاح الكاتب في السرد التفصيلي، إلى درجة قد يجد القارىء نفسه يتساءل عن الرواية أين هي. وتحتوى الرواية على الكثير من الحكم والعظات، لكنها تأتي دائمًا مستقلة منفصلة عن السياق العام للرواية، وكأن الكاتب سائق سيارة يقلع بها دون أن يبدو أنه يقصد وجهة معينة. وتروي القصة حكاية آدم الذي أعجب بالفتاة "شوق"، التي قالت إنها: "ستصبح له إذا جاءها بخاتم "يشب" كانت جدتها قد باعته، والخاتم فيه علامة فارقة وصفتها شوق له، وعندما سأل أهله عن الأمر فنصحوه بأن يسأل بائع الصدف، الذي بدوره طلب منه أن يسأل عرّافًا في قرية الصفصاف، وطلب منه هذا الأخير أن يدخل في أعماق نفسه، بأن يشرب من النبع البارد في سفح جبل الصوان. ومضى آدم يسأل كبير الصيادين، الذي قال له: "عليك يا آدم ان تصل إلى الميناء الكبير" وسأل عن القبطان صفوان، الذي رد عليه بكثير من السجع "النوني"، قائلا له، إنه: "سيأخذه إلى جزيرة البركان دون أجر، بل سيجعله يعمل على سفينته". ويروي الكاتب ذلك بطريقة محاكاة كتابات قديمة، وتستمر الحكاية تذكرنا بالقصص القديمة، خاصة عن البطل الذي يفتش عن "الست بدور وراء السبع بحور"، وما يتعرض له من مشكلات وويلات، وكذلك ببعض القصص التي تُروى للصغار.