بطريق صغير في جزيرة بيرني

غزت طيور البطريق الصغيرة الزرقاء نيوزلندا مستغلة ثغرة في النظام البيئي أحدثها البشر عند وصولهم وقضائهم على طيور البطريق المحلية، ويعد البطريق الأزرق في أستراليا أصغر البطاريق حجما في العالم؛ حيث ينمو بطول 30 سم ووزن كيلو غرام واحد.
 
وكشف ستيفاني غروسير من جامعة أوتاجو وزملاؤه أن عملية الاستبدال حدثت بين عامي 1500-1900 بعد الميلاد في غضون بضعة مئات من الأعوام من وصول البشر في القرن الثالث عشر، ونشر الباحثون نتائجهم الأربعاء في دورية Proceedings of the Royal Society B، وأظهر تحليل الحمض النووي لعظام البطاريق قبل وبعد وصول البشر إلى نيوزلندا تحول السكان؛ حيث حلت أنواع أسترالية مماثلة محل الأنواع المحلية في أوتاجو في الجزيرة الجنوبية.
 
وأضاف غروسر "من المثير للدهشة أن كل العظام القديمة التي يبلغ عمرها 400 عام تنتمي إلى أنواع نيوزلندا الأصلية"، وقدر الباحثون أن الغزو الأسترالي بدأ بعدد طيور يبلغ نحو 3 آلاف بطريق، ويقول جوناثان ووترز من جامعة أوتاجو الذي قاد الدراسة "جمعنا العظام التي فحصناها من القمامة وكانت تؤكل بواسطة الماوريين المحليين".
 
وأفاد ووترز أنه يصعب التمييز بين البطريق الأسترالي الأزرق والنيوزلندي، وكان يعتقد أنهما نوع واحد حتى وقت قريب، ولكن أصبح من السهل التمييز بينهما من خلال سلوكهما، مضيفا "عندما تأتي البطاريق على الشاطئ في مجموعة كبيرة من 100 أو 200 بطريق تكون هذه البطاريق الأسترالية؛ حيث تلد البطاريق الأسترالية مرتين في العام أما البطاريق النيوزلندية تلد مرة واحدة، كما كشف التحليل الصوتي أن لديهم نداءات مختلفة".
 
وبيّن الباحثون أن البطريق استمر لفترة طويلة حتى وصول الإنسان واستمر في العيش في الجنوب؛ حيث يقل تأثير البشر ما يدل على أن الانقراض المحلي للبطاريق في نيوزلندا حدث بفعل البشر، ولفت ووترز إلى استمرار وجود البطاريق النيوزلندية الزرقاء الصغيرة في الشمال، مضيفا "عانت الكثير من أنواع الحيوانات وخاصة الطيور في نيوزلندا من أثر البشر، ومن المثير في هذه الدراسة مدى استجابة الطبيعة لآثار الإنسان".