واشنطن ـ رولا عيسى
طوّر باحثون أميركيون حبوبا جديدة نجحت في الكشف عن خلايا الأورام ورصد سرطان الثدي خلال التجارب على الفئران، وهو ما يمهد الطريق لتحسين تشخيص المرض لدى النساء.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية فإن واحدة من كل ثلاث نساء تخضع لعلاج سرطان الثدي، في حين أنها مصابة بأورام حميدة التي صنّفتها تقنيات المسح الضوئي الحالية على أنها أورام سرطانية خبيثة.
وفي محاولة لتطوير طُرق فحص المرض لتقديم العلاج المناسب، قضى علماء بجامعة ميشيغان في الولايات المتحدة أعواما في تطوير حبوب تحتوي على عامل تصوير يمكنها توضيح الخلايا السرطانية أو الأوعية الدموية التي تسيطر عليها الأورام.
وفي الأبحاث الجديدة التي نشرت هذا الأسبوع، أثبتت الحبوب نجاحها في التجارب على الفئران، وهو ما يدفع هذه الطريقة إلى الاختبارات الفعلية على البشر.
وقال جريج ثيربر، أستاذ مساعد بجامعة ميشيغان في كلية الهندسة الكيميائية والهندسة الطبية الحيوية، الذي قاد الفريق: "نحن نسرف في الإنفاق سنويا على تشخيص وعلاج أمراض السرطان ما يصل إلى 4 بلايين دولار في حين أن تلك النساء ربما لا يكنّ مصابات بالأورام الخبيثة، ومع ذلك فإننا إذا قمنا باستخدام التصوير الجزيئي بالحبوب الجديدة بالعقار الجديد يمكننا أن نرى أي الأورام تحتاج إلى العلاج وأيها لا".
يمكن للتصوير بالأشعة السينية أن يكتشف تغيرات صغيرة في أنسجة الثدي قد تشير إلى وجود سرطان صغير جدا بحيث لا يمكن الشعور به من قبل المرأة نفسها أو من قبل الطبيب.
وأشارت "الديلي ميل" إلى أنه خلال الأعوام الأخيرة اقترحت مجموعة من الأدلة والأبحاث أن فحص سرطان الثدي قد يضر أكثر مما ينفع بعض النساء، ويجادل المنتقدون بأنهم غالبا ما يتعرفون على الخلايا السرطانية لكنهم لا يستطيعون التمييز بين النمو الخبيث والحميد.
ولكن يخشى الخبراء من إفراط النساء في العلاج الذي لا داعي له، والذي يصل إلى إزالة الثدي وإجراء عملية جراحية في حين أن المريضة مصابة بسرطان غير مؤذٍ لن تتسبب أعراضه في الألم أو الوفاة.
لكن المؤسسات الخيرية الرائدة تشجع النساء على الاستمرار في إجراء فحوص منتظمة كأفضل طريقة للكشف المبكر عن المرض. ومع ذلك، إذا تم تطوير العلاج الجديد لتطبيقه على النساء فإنه يمكن يقضي على الحاجة إلى هذا النوع من الفحص.
وتعمل الصبغة بالحبوب الجديدة عن طريق ربط نفسها بالهدف ثم تتوهج عند وضعها تحت ضوء قريب من الأشعة تحت الحمراء ما يمكن الكشف عن الأورام التي يتراوح عمقها بين سنتيمتر واحد إلى سنتيمترين.
وقال الباحثون إن التباين العالي في الصورة ينذر بالتفاؤل بالنسبة إلى النساء اللاتي يعانين من نسيج كثيف للثدي يصعب قراءة صور الثدي الشعاعية لهن.
وقال البروفيسور ثيربر إن تقريره عن النتائج التي توصل إليها في الاجتماع القومي للجمعية الأميركية للكيمياء، تم تصميمه على وجه التحديد للبحث عن الأورام العدوانية، وهو يأمل في أن يسمح الأطباء في يوم من الأيام بتمييزهم عن سرطانات بطيئة النمو مثل سرطان الأقنية، وهو سرطان الثدي غير الغازي.