أبلغ معتقل عراقي سابق لدى القوات البريطانية في البصرة تحقيقاً علنياً يجري في لندن، بأنه تعرض للضرب والتهديد على يد جنود من هذه القوات جعلته يخشى من التعرض للتعذيب والإعدام. ونسبت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، اليوم الخميس، إلى مهدي جاسم، البالغ من العمر 26 عاماً، قوله في التحقيق، أن القوات البريطانية "اعتقلته يوم 14 أيار/مايو 2004 بينما كان يروي الحقول، وتعرض لاحقاً للإهانة والضرب والحرمان من النوم بشكل متكرر، وانتابه شعور بأن القوات البريطانية ستقتله". وكان شهود عراقيون، بدأوا الإثنين الماضي، تقديم إفاداتهم أمام تحقيق بريطاني حول مزاعم اساءة معاملة القوات البريطانية لمحتجزين عراقيين وقيامها بقتل بعضهم بعد مواجهة مسلحة، سُمي "تحقيق السويدي"، نسبة إلى حميد السويدي (19 عاماً) أحد القتلى العراقيين. واضاف جاسم، أن جنديين بريطانيين "قاما اثناء اعتقاله بضربه إلى أن فقد وعيه، وحين استيقظ وجد نفسه مكبل اليدين ومعصوب العينين، وتم نقله مع عراقيين آخرين بعربة مدرعة إلى معسكر أبو ناجي، القريب من مدينة البصرة، واخرجه الجنود البريطانيون من العربة بطريقة عنيفة". وقال الشاب العراقي، إن الجنود البريطانيين "ضربوا رأسه بالحائط وبشكل قوي جعله يفقد الوعي ولم يعرف ما حدث له بعد ذلك، ثم قاموا بوضعه في زنزانة بعد أن اسيتقظ وأجلسوه قسراً على كرسي لاستجوابه حيث تعرض للضرب والصفع بصورة متكررة". واشار إلى أن القوات البريطانية نقلته مع عراقيين آخرين صباح اليوم التالي لاعتقاله إلى قاعدة الشيبة اللوجستية على متن مروحية وقامت بضربهم طوال الرحلة، ثم وضعته في زنزانة مع 4 عراقيين آخرين ولم تسمح لهم بالنوم". وسيستمع "تحقيق السويدي" خلال الأسابيع المقبلة إلى افادات 60 شاهداً عراقياً تم نقل 15 منهم جواً إلى لندن، وشهادات 45 عراقياً آخرين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من العاصمة اللبنانية بيروت، إلى جانب ما يصل إلى 200 جندي بريطاني ابتداءً من أيلول/سبتمبر المقبل. وكان "تحقيق السويدي" بدأ أعماله هذا الشهر بعد 3 سنوات على قرار اجرائه، للنظر في ملابسات مقتل 20 عراقياً خلال معركة مع القوات البريطانية في جنوب العراق قبل 9 سنوات، وتعرض عراقيين آخرين لسوء المعاملة اعتقلتهم القوات البريطانية خلال المعركة نفسها في بلدة المجر الكبير في أيار/مايو 2004.