تشهد العاصمة الصومالية مقديشو أجواء رمضانية رائعة وغير معهودة في ظل ترقب الصوماليون أن يحمل لهم هذا العام آمالاً للخروج من الفوضى الأمنية، ففي السابق كانت المدينة في رمضان تزج تحت مقصلة الموت بسبب العنف والعنف المضاد بين الفرقاء الصومالية، غير أن رمضان هذا العام يأتي بعد استحقاق أمني وتتحسن الأوضاع الأمنية حيناً بعد الأخر، بعدما كانت المدينة سابقاً تشهد معارك ومواجهات دامية بين الصوماليين .  هذا وتتجلى مظاهر الخير في هذا العام في مناحي الحياة كلها، فتغير نمط حياة كثير من الأسر الصومالية كما تنتشر موائد الرحمن الخيرية في الأوساط الصومالية، وتبدأ الهيئات الخيرية في توزيع موائد الإفطار للضعفاء والمساكين في مقديشو ويرى الكاتب الصومالي محمد عبده أن الاقتصاد في رمضان يشهد حركة جنونية حيث ترتفع الأسعار وخاصة المواد الضرورية والتي تدخل في صناعة الوجبات الرمضانية مثل أسعار الدقيق، كما تشهد الخضار نوعاً من الارتفاع الحاد . ويرجع محمد عبد أسباب ارتفاع الأغذية في رمضان إلى عدم وجود حكومة صومالية تضبط قيمة الأسعار، فضلاً عن جمعيات أو مؤسسات حكومية في مجال حماية المستهلك، ما يؤدي إلى أن يرفع التجار قيمة الأسعار والسلع الغذائية وبعد الإفطار يتوجه معظم الصوماليين إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، حيث تستمر هذه الحركة حتى التاسعة مساءاً، كما تنظم الإذاعات المحلية مسابقات تعليمية رمضانية، يتنافس فيها الأحياء والشخصيات، كما تعقد جمعيات خيرية أخرى في المساجد مسابقات رمضانية بين الصغار والكبار . وتنطلق في رمضان أيضا حركة الدعوة في المساجد، حيث تستعيد معظم المساجد طلبة العلم الشرعي، وتتجدد دورة الحياة الدينية في المساجد، كما أن القنوات التلفزيونية تطلق برامج دينية رمضانية، مثل فتاوى الصوم وأحكام القرآن . و في السياق ذاته يقول الإعلامي الصومالي أديب محمد لـ"العرب اليوم" إن رمضان هذا العام يختلف عن رمضان السابق ،حيث كانت مدينة مقديشو في السابق تشهد توترات أمنية مستمرة،أما الآن فقد خفت حركة العنف والتفجيرات . فهذه السنة تشهد البلاد تحسنناً أمنيا وذلك يعكس على الأجواء الرمضانية بشكل إيجابي ففي هذا رمضان تشهد الأسواق حركات تجارية واسعة و حيث يوج السلع الغذائية ارتفاعاً ملحوظاً بالنسبة للسنوات الماضية . من جهته يرى المواطن الصومالية محمد أفيي أن  رمضان هذا السنة جاء في وقت تشهد فيه الساحة السياسية في الصومال حكومة معترفة لدى العالم ،واستتبت الأوضاع الأمنية في نواحي مقديشو وضواحيها ، كما أن هجمات الكر والفر التي كانت تشنها حركة الشباب على  القوات الحكومة انتهت تماما من العاصمة. بدوره يؤكد الطالب الجامعي عبد الستار معلم لـ"العرب اليوم " أن هذا الشهر المبارك يصوم الشعب الصومالي على عكس ما كان يشهده الصوماليون في السنوات الماضية، فإن المدينة أضحت تحت أجواء رمضانية ومسابقات رمضانية تنفث ريح السلام بين الصوماليين .