فيما تغرق 5 محافظات سورية في الظلام الدامس، تختبئ الحكومة ووزير الكهرباء وراء ما يسمى بـ"المجموعات الإرهابية" لتبرير الانقطاع الواسع الذي شمل جنوب سورية، وأغرقها في ظلام دامس منذ ما بعد منتصف ليلة الجمعة. وكانت أزمة الكهرباء سلاحًا تستخدمه الحكومة لتطويع وردع المناطق الثائرة، وتأليب البعض على المعارضين، وكان يعمد لقطعها ساعات طويلة عن الأحياء المنفضة، ثم تطور الأمر ليصبح قطع الكهرباء لأسابيع وشهور عن بلدات ومدن ومناطق بأكملها. إلا أن انقطاع الكهرباء اتخذ منحًا آخر، منذ بدايات هذا العام، وتكررت حالات انقطاع الكهرباء عن مساحات شاسعة من سورية، كان للمنطقة الجنوبية منها النصيب الأكبر، وهي المنطقة التي تضم 5 محافظات رئيسة وهي، دمشق، ريف دمشق، درعا، السويداء، القنيطرة. وفي كل مرة كانت الحكومة ووزارة الكهرباء تنسب الانقطاع إلى اعتداء إرهابي إما على خطوط التوتر، أو على محطات التوليد، أو على خطوط الغاز، وهذا العذر الأخير هو الذي اختبأت خلفه في الانقطاع الذي بدأ منذ ما بعد منتصف ليل الجمعة، وهو مستمر حتى اللحظة.