أعلنت إدارة مكتب وزارة حقوق الإنسان في البصرة، الإثنين، عن "تبادل لرفات 50 عسكريًا عراقيًا وإيرانيًا من ضحايا الحرب بين البلدين، عبر منفذ الشلامجة الحدودي، وبذلك تكون هذه هي العملية الثالثة للتبادل، خلال العام الحالي".وقال مدير مكتب الوزارة مهدي التميمي في حديث لـ "العرب اليوم": إن العراق وإيران تبادلا عبر منفذ الشلامجة الحدودي رفات 50 عسكريًا عراقيًا وإيرانيًا من ضحايا الحرب بين البلدين"، مبينًا أن "العراق سلم الجانب الإيراني تحت إشراف ممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر رفات 46 عسكريًا إيرانيًا، منهم 25 معلومو الهوية، فيما تسلم العراق رفات 4 عسكريين عراقيين، منهم واحد معلوم الهوية.وأشار التميمي إلى أن "رفات العسكريين الإيرانيين عثرت عليها فرق البحث في غضون الأسابيع الماضية في قضاء الفاو الساحلي"، مضيفًا أن "رفات العسكريين العراقيين الأربعة تم العثور عليها في مناطق حدودية إيرانية".وأشار مدير مكتب الوزارة إلى أن "فرق البحث سوف تباشر بعد عيد الأضحى تنفيذ مرحلة جديدة من مراحل البحث عن رفات العسكريين العراقيين والإيرانيين في مناطق حدودية عراقية متاخمة للأراضي الإيرانية".وشهد منفذ الشلامجة الحدودي في العام 1996 إجراء العملية الأولى لتبادل رفات عسكريين سقطوا خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، وتم من خلال المنفذ منذ ذلك الحين وحتى الآن إجراء 35 عملية للتبادل، 15 منها نفذت بعد العام 2003، إذ تسلم العراق إجمالاً رفات أكثر من 2300 عسكري عراقي، في حين تسلمت إيران منه رفات ما لا يقل عن 1850 عسكريًا، ونسبة كبيرة من الرفات تم العثور عليها في قضاء الفاو ويذكر أن قضاء الفاو المطل على الخليج العربي من أقصى جنوبه، ويحده شط العرب من الشرق، وقناة خور الزبير الملاحية من الغرب، كان مسرحًا لأعنف المعارك التي تخللتها الحرب العراقية الإيرانية، بحيث احتلته قوات الحرس الثوري في شباط في العام 1986، إثر قيامها بشن لهجوم برمائي مباشر، دحرت خلاله الدفاعات العراقية وأجبرت القطاعات العسكرية المنتشرة شمال القضاء على التراجع لمسافات بعيدة، وأطلقت القيادة الإيرانية على تلك العملية العسكرية النوعية اسم (فجر8)، وبعد سلسلة محاولات عراقية فاشلة لاستعادة القضاء، تمكنت قوات الحرس الجمهوري العراقي في نيسان 1988 من تحريره بالكامل مع احتلال أراض إيرانية قريبة منه في عملية عسكرية، استغرق تنفيذها 38 ساعة وحملت اسم (رمضان مبارك)، وتمثلت باندفاع فرق حمورابي وبغداد والمدينة المنورة ونبوخذ نصر، صوب مركز القضاء من 3 اتجاهات، بالتزامن مع قصف صاروخي كثيف على مواقع تمركز القطاعات الإيرانية.ومازالت الكثير من السواتر والخنادق والمراصد الترابية والألغام والأسلاك الشائكة التي خلفتها تلك الحرب باقية على حالها، وحتى رفات المقاتلين من الطرفين الكثير منها ظلت مدفونة في مناطق حدودية تقع ضمن الحدود الإدارية للقضاء، ويتركز وجود الرفات في منطقة المملحة التي وقع اختيار وزارة النقل على جزء منها، لتنفيذ مشروع ميناء الفاو الكبير.