بيروت ـ جورج شاهين
أكَّدَت مصادر دبلوماسية لبنانية وأوروبية واكبت تحركات وفد "المجموعة الدولية من أجل لبنان" الذي جال، الثلاثاء، على كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة تمام سلام لـ "العرب اليوم" على دعم المجموعة لكل القرارات التي اتخذت في لقاء المجموعة الدولية في نيويورك في 26 أيلول/ سبتمبر العام الماضي، على المستويات الأمنية والعسكرية والاقتصادية، وفق البرنامج الذي حدد حاجات لبنان للتعويض على خسائره جراء الأزمة السورية، والتي قُدّرت بسبعة مليارات دولار أميركي.
وأعلنت المصادر نفسها أن البلدان المشاركة فيها لن تتوانى عن تنفيذ الوعود التي قُطعت في اللقاء على كل المستويات، وان ترجمتها تحتاج الى آلية طويلة الأمد، لكن القرار المتخذ نهائي وجدي وليس صعبًا تنفيذه، وهو يستند الى وجود ادارة لبنانية موثوق فيها، وهو ما دفع بالوفد الى التأكيد على اهمية ان تنهي الحكومة اللبنانية الجديدة التي يرأسها الرئيس تمام سلام بيانها الوزاري، لتمارس مهامها قبل انعقاد مؤتمر باريس في الخامس والسادس من الشهر المقبل، والمخصص للبحث في جزء من السماعدات المقررة للبنان.
وتعَهّد الوفد بتقديم العون اللازم للبنان شرط ضمان الاستقرار فيه للتفرغ الى القضايا الاقتصادية والإنسانية، وكلها من النتائج السلبية المترتبة على الوضع القائم في سورية.
وأكّد رئيس الجمهورية خلال اللقاء ان لبنان لن يألو جهدا في ملاقاة الجهد الدولي آملا الا تنتهي الجهود التي بُذلت من دون نتائج ايجابية مرتقبة على المستويات كافة.
وعقد الرئيس سلام، عصر الثلاثاء، اجتماعا تنسيقيا مع ممثلي المجموعة الدولية لدعم لبنان، في السراي، في حضور سفيرة الاتحاد الأوروبي انجلينا ايخهورست، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، ممثلة مكتب مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين نينات كيلي، السفير الفرنسي باتريس باولي، السفير البريطاني توم فلتشر، السفير الروسي الكسندر زاسبكين، السفير الايطالي جوسيبه مورابيتو، السفير الالماني كريستيان كلاجس، السفير الصيني جيانغ جيانغ وممثلين عن جامعة الدول العربية والبنك الدولي.
وبعد الاجتماع تحدث باسم الحضور المنسق الخاص للامم المتحدة ديريك بلامبلي فقال: "أطلعنا الرئيس سلام على عملنا منفردين ومجتمعين، بعيدا عن الأضواء في إطار عملية تحريك الدعم للبنان ولاستقراره وسيادته ومؤسساته الدستورية، وما يمكننا القيام به، خصوصا بالنسبة الى أجندة العمل التي تبنتها المجموعة، وتحديدا بالنسبة الى دعم الجيش اللبناني وتقديم المساعدات إلى النازحين السوريين ودعم لبنان، بالتوافق مع خريطة الطريق التي وضعتها الحكومة السابقة لدعم المجتمعات المضيفة، وأيضا برامج عمل الحكومة".
وأعلن: "كان السفير الفرنسي قد أطلعنا صباحا على محاور الاجتماع في باريس. كما أن السفير الايطالي أطلعنا على التحضيرات الجارية للاجتماع الذي سيعقد من أجل دعم الجيش اللبناني".
وختم: "في 15 الجاري، وبعد الاعلان عن تشكيل الحكومة، اجتمع كل السفراء الموجودين اليوم هنا، وأصدروا بيانا داعما لحكومة الرئيس سلام، ورحبوا بأن تكون حكومة "المصلحة الوطنية"، وأن تقوم بمهامها خلال مدة عملها. ونأمل كثيرا أن يصدر البيان الوزاري ليأتي في إطار حكومة المصلحة الوطنية التي هي انجاز كبير بحد ذاتها، وخطوة الى الامام من أجل لبنان. ونحن كمجموعة دولية نبدي الوحدة ذاتها من أجل دعم لبنان".
والتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل، الثلاثاء، مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون، في حضور السفير الفرنسي باتريس باولي، وجرى عرض الأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة ولا سيما تلك المتصلة بالهبة المالية السعودية والتي ستتم ترجمتها بالتعاون العسكري اللبناني – الفرنسي المؤدي الى تزويد الجيش اللبناني بمعدات عسكرية برية وبحرية وجوية متطورة بقيمة ثلاثة مليارات دولار اميركي.
واكتفى بون بعد لقائه وزير الخارجية جبران باسيل، مساء الثلاثاء، بحضور السفير الفرنسي باتريس باولي والذي دام حوالي ساعة وربع الساعة بالقول ان "هدف الزيارة هو للبحث في التحضيرات الجارية لإنجاح مؤتمر مجموعة الدولية الذي سيعقد في باريس في 5 من شهر آذار/ مارس المقبل".
وأوضح: "ان أجندة المؤتمر معروفة وقد تم طرحها في أيلول/ سبتمبر الماضي في نيويورك خلال انعقاد مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان، والمواضيع التي سيعالجها المؤتمر في باريس، وكما تعلمون، هي الامن والتطور الاقتصاد وموضوع اللاجئين".
وأكّد: "سنجتمع في باريس مع الشركاء الأساسيين بشأن هذه المواضيع. وقد جئت اليوم للتحضير للاجتماع الدولي الذي يعقد الثلثاء المقبل لدعم لبنان، والعنصر الاول لهذا المؤتمر هو الاستماع الى ما سيطلبه منا الرئيس ميشال سليمان ووزير الخارجية جبران باسيل من دعم يحتاج اليه لبنان، ودورنا سيكون القيام بكل ما في وسعنا لتقديم المساعدة".