دمشق - جورج الشامي
نفى الأمين العامُّ للائتلاف الوطنيِّ السوريِّ بدر الدين جاموس تلقِّيه أيّ دعوة من موسكو لرئيس الائتلاف الوطنيّ للحوار معه، فيما وصف جاموس محاولة إشراك روسيا لأمثال "قدري جميل" وغيره من المحسوبين على النِّظام في مفاوضات جنيف2 بالزجِّ التعسُّفيِّ، ووصفهم بأنهم "ليسوا تصنيعًا جديدًا ضمن إطار المعارضة الْمُقَنَّعة التي يحاول النظام إنتاجها بُغيةَ مفاوضتها في جنيف، بل قالب أصليّ لنظام الأسد بأبشع أشكاله".
هذا واعتبر الأمين العام أن "الائتلاف هو الذي سيحدِّد ممثِّلي الشعب السوريّ في جنيف2 بصفته الممثِّل الشرعيّ والوحيد للثورة السوريّة"، وأضاف جاموس ردًّا على اللقاءات الجارية مع ما وصفها بـ"المعارضة المقَنَّعة" وتجاهُل البنود التي اشترطها الائتلاف لحضور جنيف بأن "كل ما يجري خارج الائتلاف الوطنيّ تغريد خارج السرب"، مضيفاً "أن الشعب السوريّ صاحب الصلاحية والكلمة الأخيرة في حضور جنيف2، وجميع الضغوط والالتفافات السياسية لن تثني الشعب السوري عن مطالب الثورة ولن تدفع الائتلاف إلى خيانة دماء السوريين".
يذكر أن رئيس الائتلاف الوطنيّ أحمد عاصي الجربا اعتبر في وقت سابق أن قرار جنيف2 بيد الشعب السوري و"الائتلاف لا يعدو عن كونه مُنَفِّذًّا لإرادة الشعب، منتقدًا في ذات الوقت عجز المجتمع الدوليّ وعدم توازن خطابه السياسيّ تجاه المجازر التي يرتكبها بشار الأسد بحق السوريين .
ووصف رئيس الائتلاف جنيف2 التي لا تتَّفق مع الثوابت التي طرحها الائتلاف بأنها "تسوية مُذِلَّة" لا تلبِّي طموحات الشعب السوريّ، كما اعتبرها خطوة من جانب دول المجتمع الدوليّ؛ تحاول خلالها أن تبيِّض وجهها الإنسانيّ أمام شعوبها فيما وصفه بالموقف المخزي "حيال مجازر بشار الأسد وفظائعه".
وأشار الجربا أنه في حال إصرار المجتمع الدولي على موقفه وعدم موافقته على محاسبة الأسد والوقوف أمام إرادة الشعب السوري فإن دخول جنيف من المحال، متوعدا السياسة الدولية "بدل الثلاث لاءات خمس لاءات: أخرى هي (لاتفاوض.. لا صلح.. لا اعتراف.. لا تراجع.. ولا لمجتمع دولي عاجز).
وعرض الجربا ثوابت الائتلاف الوطني للموافقة على دخول جنيف2 وكان أولها: "تأمين ممرات إنسانية للمناطق المحاصرة، وإطلاق سراح المعتقلين، وفي طليعتهم المعتقلات والأطفال كافَّة" مشيرا إلى أنه "لا يمكن الجلوس على طاولة تفاوض يموت فيه الأطفال والنساء في المعتقلات وإثر التجويع الممنهج الذي يمارسه النظام تجاههم".
ورفض رئيس الائتلاف التفاوض مع بشار الأسد إلا "انطلاقاً من ثابتة انتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها، ثم رحيل السفاح"، وطالب بضرورة وجود جدول زمني محدد لكل مراحل التفاوض" .
إضافة لما سبق دعا الجربا " لإدراج بنود مُلزمة للطرفين لتطبيق الاتفاق تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة"، واستبعد رئيس الائتلاف قبول "إيران كوسيط على طاولة التفاوض، إضافة لمرتزقتها من ميليشيا حزب الله وكتائب أبو الفضل العباس والحرس الثوري"والذين يعتبرون أحد أهم الدعائم العسكرية والسياسية لقوات بشار الأسد أثناء ارتكابهم للمجازر داخل المدن السورية المنتفضة احتجاجاً على الظلم الممارس من قبل النظام.
وأشار الجربا "أن الدعم العسكري وخاصةً السلاح النوعيّ ضد الطائرات ثابت أساسيّ كبداية لخلق توازن حقيقي على الأرض،تستطيع القوى الثورية من خلاله إجبار النظام على التفاوض وعدم التجرُّؤ على قتل المدنيين العزل".
كما دعا في نهاية خطابه إلى السحب الفوري لجميع الأسلحة الثقيلة التي نشرها النظام في القرى والمدن السورية، والميليشيا المرتزقة لحزب الله الإرهابي وأبو الفضل العباس"، واعتبر "تغلغل الإرهاب داخل بعض المناطق السورية بتدبير ودعم من النظام والبعض الآخر جراء تقاعس المجتمع الدولي عن مساعدة "شعب يباد من أجل ديكتاتور مريض ومشبع بشهوة السلطة".