أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن الإرهاب والإجرام لن يخيفا جيشنا ولن يثنيا إرادتنا على مواجهتهما وبذل الأرواح والدماء على مذبح الدفاع عن الوطن وحماية اللبنانيين وأرزاقهم وممتلكاتهم، مشددا على أن وطنا لديه جيش كالجيش اللبناني هو الذي سينتصر، لافتا إلى دور رجال الدين والمرجعيات الكبرى في لبنان والمنطقة في الشرح والتوجيه وتحريم ثقافة الموت، في موازاة دور الدولة في المراقبة والملاحقة والمحاكمة والقصاص، لأن التكفيري الذي يكّفر الآخرين من البشر هو وحده الكافر. ورد رئيس الجمهورية على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من دون أن يسميه، معبرا عن أسفه لقرار بعض أركان هيئة الحوار بعدم حضور الجلسة التي دعا إليها الإثنين، آملا في أن ينضموا في الجلسات اللاحقة إلى مركب الوحدة الوطنية. وجدد الرئيس سليمان تأكيده ضرورة استكمال مناقشة الإستراتيجية الدفاعية انطلاقاً من التصوّر الذي رفعه إلى هيئة الحوار الوطني، وذلك بهدف الإفادة من القدرات القومية والمقاوِمة وتعزيز قدرة الجيش اللبناني وإعادة البندقية حصراً إلى قبضته، جيش لا توضع أمامه خطوط حمراء. جاء ذلك خلال افتتاحه مهرجان الأبجدية الشعري الأول الذي أقامه المجلس الثقافي في بلاد جبيل بالتنسيق مع التجمع الوطني للثقافة والبيئة والتراث، قبل ظهر الأحد في منتجع الأوريزون السياحي، حبوب. وقال رئيس الجمهورية"لن يخيف الإرهاب والإجرام جيشنا ولن يثني إرادتنا على مواجهتهما وبذل الأرواح والدماء على مذبح الدفاع عن الوطن وحماية اللبنانيين وارزاقهم وممتلكاتهم. عندما أقسم هؤلاء الجنود الأبطال قسم الشرف والتضحية والوفاء، كانوا يتنظرون ما يتربص بهم، "المجرمون والإرهابيون"، ومهما غال المغالون فإن وطنا لديه جيش كالجيش اللبناني هو الذي سينتصر، والسلم على الحرب سينتصر، والايمان على التكفير والإلحاد سينتصر.     وقال إنّ للأبجدية هذه، الدور الرائد في تجسيد الأفكار التي ينتجها العقل البشري، وفي حفظها وتعميمها، كما أنّها شكّلت وتشكّل أداة التواصل بين جميع طبقات البشر.  ولذلك بات للسلم أبجديته، وللحرب أبجديتهُا، ما منحها التأثير الفاصل في مجرى النزاعات والحروب، وصوغ الاتفاقات، وفي إدارة نتائجها ومفاعيلها في الشرق والغرب، فمفاهيم الحرية والديموقراطية والسيادة والاستقلال، التي تتوج العمل الوطني، هي قيم لن نتهاون بها أو نتنازل عنها، إلى جانب التزام الحياد والنأي بالنفس عن المستعرِ من نيران الجوار، كذلك يقتضي إعادة إحياء إدارات الدولة ومؤسساتها وتنظيمها، وإقرار اللامركزية الادارية التي تخّفف معاناة الناس، وتحصين الوطن، قلما وبندقية ومصرفا وميزان عدالة. اما تحصين الدستور، الذي أقرّ في الطائف، والذي لا تزال الحاجة ماسة إليه، فهو لا يزال همّاً وطنيا، يتطلّب النظر في الاشكالات والثغرات الدستورية التي تعوّق دوران عجلات الدولة. وأضاف ينبغي علينا استكمال مناقشة الإستراتيجية الدفاعية، انطلاقاً من التصوّر الذي رفعناه إلى هيئة الحوار الوطني، والذي يقينا الأخطار والأطماع الإسرائيلية وشرّ العواصف المحيطة بنا، وخطر السلاح المستشري، وخطر الإرهاب الأعشى الذي يأكل أول ما يأكل الشباب الذي لم يعد يقدّر قيمة الحياة التي وهبه إياها الله. وقال نؤكد في مجال مكافحة الإرهاب، دور رجال الدين والمرجعيات الكبرى في لبنان والمنطقة، في الشرح والتوجيه وتحريم ثقافة الموت، في موازاة دور الدولة في المراقبة والملاحقة والمحاكمة والقصاص. فالتكفيري الذي يكّفر الآخرين من البشر هو وحده الكافر. وقال، نورد ذلك عشية انعقاد هيئة الحوار الذي دعونا إليه الإثنين في قصر بعبدا، لاستكمال مناقشة الإستراتيجية الدفاعية، بهدف الإفادة من القدرات القومية والمقاوِمة، وتعزيز قدرة الجيش اللبناني، واعادة البندقية حصراً إلى قبضته، ممّا يعزز هيبته وقدرته على اقتلاع الإرهاب من جذوره: جيش لا توضع امامه خطوط حمر. وإذ نأسف لقرار بعض أركان الهيئة بعدم الحضور، فإننا نأمل في أن ينضموا في الجلسات اللاحقة إلى مركب الوحدة الوطنية، هذه العناوين كلها تنبثق من أبجدية لغوية وسياسية فرضت نفسها على الواقعين اللبناني والدولي. وفي هذه الأجواء أكد الأمن العام لحزب الله السيد حسن نصرالله السبت أن الحزب سيقاطع دعوة رئيس الجمهورية إلى إحياء "هيئة الحوار الوطني" المدعوة إلى الإجتماع مرة أخرى في جلستها الحادية عشرة قبل ظهر الإثنين في 31 آذار / مارس الجاري عندما اختار الهجوم على رئيس الجمهورية في خطابه السبت من عيناتا الجنوبية الحدودية وقوله إنه "مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية باسرع وقت ممكن ومن بعدها نعود إلى هيئة الحوار". وكشفت أوساط مقربة من رئيس الجمهورية تعليقا على موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان وإذا كان سيؤجل موعد الجلسة في ضوء كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أن سليمان لا يزال عند موقفه من الدعوة وهو سيعيد التذكير بها في كلمته في جبيل الأحد، ولم يعدل في خطابه، مشيرة إلى انه لا يزال هناك وقتا لإستطلاع موقف كل أركان طاولة الحوار قبل اتخاذ اي قرار في شأن التأجيل الذي يبقى رهن مواقف المشاركين وذلك انطلاقا من حرص الرئيس على وجود كل المكونات وعدم غياب أي مكون. وقالت مصادر سياسية تواكب التحضيرات لطاولة الحوار والتحضيرات الجارية لها لـ "العرب اليوم" إن موقف نصرالله لم يفاجئها، فهي كانت تحتسب أن الحزب لن يعود إلى طاولة الحوار قبل أن تنجلي الصورة الإقليمية ويعزز مواقعه في سورية من دون ان يحتسب اي دور للدولة اللبنانية وقد نجح في وضع الجيش اللبناني في المواجهة مع التكفيريين القادمين من سورية بعد المواجهة غير المتكافئة بين الجيش السوري النظامي وحزب الله من جهة وفلول المعارضين من جهة أخرى. وأضافت المصادر أن موقف نصرالله السبت جاء ليرفع من نسبة التوتر ولاسيما عندما اختار الرد على رئيس الجمهورية بعد شهر تقريبا على موقفه من اعتبار "ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة"التي تجاهلها البيان الوزاري للحكومة الجديدة من خشب بعدما كانت ذهبية قبل أن يتورط حزب الله في سورية فأخذ "المقاومة" إلى الوحول السورية وترك "الجيش والشعب" في لبنان من دون إذن من أحد. وبذلك يكون "حزب الله"، انضم من دون إعلان واضح إلى لائحة المقاطعين لهيئة الحوار التي ضمت كلا من احزاب "القوات اللبنانية" برئاسة الدكتور سمير جعجع و"المردة" بزعامة النائب سليمان فرنجية والحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة النائب طلال أرسلان.