اتهمت الحكومة السودانيّة، الاتحاد الأوروبيّ، بتجاهل رؤساء القارة الأفريقيّة والاستخفاف بمكانتهم. وأفادت وزارة الخارجيّة السودانيّة، في بيان حصل " العرب اليوم" على نسخة منه، الأحد، وتطرّقت فيه إلى قمة أفريقيا ـ الاتحاد الأوروبيّ الرابعة، والمقرّر لها الانعقاد في بروكسل يومي 2 و3 نيسان/أبريل المقبل، وعدم توجيه الدعوة  للرئيس السوداني عمر البشير بالمشاركة  فيها، أن قرارات الاتحاد الأفريقيّ المتتالية ظلّت تُشدّد على رفض الانتقائيّة في توجيه الدعوات لمثل هذه الملتقيات، وضرورة أن تشمل الدعوات كل الدول الاعضاء، و آخر هذه القرارات ما ورد في قرار المجلس التنفيذيّ للاتحاد الأفريقيّ في كانون الثاني/يناير 2014 م ، والمجاز من القمة الأفريقيّة في الشهر ذاته،  ويؤكد على الضرورة الحتمية لقيام الشركاء جميعًا، بما في ذلك الاتحاد الأوروبيّ بتوجيه دعوات مُحدّدة إلى رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي لمشاركتهم الكاملة في قمم الشراكة". واتهم البيان ذاته، الاتحاد الأوروبيّ، بأنه "لم يلتزم بذلك في ما يخص السودان، وبعض الدول الأفريقيّة الأخرى، مثلماً لم يراعِ قرارات الاتحاد الأفريقي الأخرى ذات الصلة بتوجيه الدعوات إلى قمة أفريقيا - الاتحاد الأوروبيّ، وأن  الترتيبات الجارية من قبل الاتحاد لعقد القمة تضمّنت قدرًا من الاستخفاف بالقادة ووزراء الخارجية الأفارقة، حيث فشل الاتحاد الأوروبيّ في توضيح عدد الرؤساء ورؤساء الحكومات من الدول الأعضاء في الاتحاد الذين يشاركون في القمة، وبدا من الواضح أن عددًا محدودًا من هؤلاء سيشاركون في هذه القمة، وبالنسبة إلى الاجتماع الوزاريّ الذي يسبق القمة، فقد وضح أن مشاركة الاتحاد الأوروبيّ ستقتصر على المفوضة السامية لشوؤن الأمن والعلاقات الخارجيّة كاثرين آشتون، بينما سيغيب وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وكل ذلك يعكس قدرًا من التعالي ومجافاة للقواعد الدبلوماسيّة والأعراف الدوليّة، وروح الشراكة المرجوة، كما ظل الاتحاد الأوروبيّ يُمارس أساليب المراوغة ومحاولات شراء الوقت لإحداث شرخ في الموقف الأفريقيّ الموحّد، بغية فرض أمر واقع لإنقاذ انعقاد القمة من دون تنفيذ الاستحقاقات الضروريّة لذلك". وأشارت وزارة الخارجيّة في بيانها، إلى الاجتماع العاجل للاتحاد الأفريقيّ على مستوي الممثلين الدائمين، للنظر في هذه القضايا، حيث أصدر توصية واضحة بأن يُصحّح الاتحاد الأوروبيّ تلك التجاوزات، ويوجه الدعوات إلى كل الرؤساء ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقيّ، وإلا يجب تأجيل القمة إلى حين الاستجابة لمطالب الاتحاد الأفريقيّ،  مضيفة أنه "لم تصل دعوة إلى الرئيس السودانيّ للمشاركة في القمة، وقد تم نقل ذلك إلى مفوضية الاتحاد الأفريقيّ، ويُثمّن السودان عاليًا موقف الاتحاد الواضح والشجاع في هذا الصدد، ويؤكد أن الالتزام بالتوصية الصادرة من لجنة الممثلين الدائمين، والتشديد على تأجيل القمة، إلى حين معالجة انشغالات الاتحاد الأفريقيّ من شأنه تعزيز التضامن، وتأكيد مصداقيته، وتكريس احترامه في المجتمع الدوليّ، باعتباره الكيان القاري لأفريقيا قارة المستقبل، بما لديها من موارد بشريّة ومادية كبرى وإرادة سياسيّة قويّة تمكّنها من التأثير الإيجابيّ في عالم اليوم". وقد تحدّثت  بعض التقارير عن عزل السودان عن المشاركة في القمة، على خلفية  قرار المحكمة الجنائيّة الدوليّة الخاص بتوقيف الرئيس السودانيّ، بعد ادعاء المحكمة ارتكابه لجرائم ضد الإنسانيّة في دارفور، وأن القرار سيجعل من مشاركة البشير في القمة "أمرًا صعبًا للغاية".