رأس رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان مساء الأربعاء في قصر بعبدا، اجتماع المجلس الأعلى للدّفاع، في حضور رئيس الحكومة تمام سلام ووزراء المال علي حسن خليل والدّفاع الوطنيّ سمير مقبل والدّاخليّة والبلديّات نهاد المشنوق والاقتصاد والتجّار ألان حكيم والعدل أشرف ريفي، كما دعي إليه قائد الجيش العماد جان قهوجي وقادة الأجهزة الأمنية ومدعي عام التمييز والمدعي العام العسكري.  وبعد الاجتماع، أذاع أمين عام المجلس اللواء الركن محمد خير بيانا قال فيه إن المجلس بحث الأوضاع الأمنية العامة في البلاد، واطّلع من قادة الأجهزة العسكرية والأمنية على التدابير التي تستمر في تنفيذها في مختلف المناطق. وبعد عرض من كل من وزيري الدفاع والداخلية والبلديات سمير مقبل ونهاد المشنوق للخطة المقترحة لمعالجة الوضع الأمني في مدينة طرابلس والبقاع الشمالي تداول المجلس في الوسائل اللازمة والحاجات لتنفيذ هذه الخطة الشاملة على الصعد السياسية والقضائية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، واتخذ تجاهها القرارات اللازمة وفق صلاحياته، والتوصية التي سيرفعها الخميس إلى مجلس الوزراء لإقرارها وفق الأصول. وبعد المداولات اتخذ المجلس القرارات المناسبة وأعطى توجيهاته حيالها، وأبقى المجلس على مقرراته سرية تنفيذاً للقانون." وكان سليمان ناقش التطورات مع رئيس الحكومة تمام سلام واطلع من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الخطوات والتدابير المتخذة لضبط الأوضاع الأمنية، خصوصا في طرابلس والمناطق البقاعية القريبة من الحدود مع سورية. وكانت الاشتباكات وأعمال القنص تجددت مساء الأربعاء وبداية الليل على محاور طرابلس التقليدية وتركزت بشكل خاص على محور المنكوبين من جهة وجبل محسن من جهة أخرى، في إطار الاشتباكات التي اندلعت بعيد السادسة مساء على محاور المدينة بعدما أدى رصاص القنص إلى مقتل المواطن حسن مظلوم والذي تسبب مقتله أثناء القيادة بمقتل امرأة اجتاحتها سيارته في الشارع العام  بينما كانت داخل بسطة للخضار اجتاحتها سيارته بعد مقتله. وسيرت وحدات من الجيش اللبناني دوريات مؤللة في جبل البداوي لتعزيز مواقعها على محور المنكوبين ومحيطها بعدما ردت على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة. وقالت تقارير أمنية من طرابلس إن إدارة المستشفى الإسلامي الخيري في طرابلس استقبلت عند السادسة والنصف من مساء الأربعاء جثة الطفل أحمد السيد إثر إصابته برصاص القنص، في باب التبانة.وبعد الظهر نقلت إلى المستشفى جثة المواطن حسن مظلوم، إثر إصابته برصاص القنص والمواطنة وداد عبدالله بعد صدمها بسيارة القتيل مظلوم. ونقل إلى المستشفى أيضا الشاب محمود فخر الدين إثر إصابته أيضا جراء القنص، بجروح بليغة وهو يخضع لعملية جراحية. وتعليقا على الوضع في طرابلس ونتائج اجتماع المجلس الأعلى للدفاع قال وزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس ابن مدينة طرابلس، إن من استطاع أن يتحدى الصعاب في موضوع تشكيل الحكومة يستطيع أيضاً حل المشاكل الأمنية. وأضاف "أتوقع الخميس عقد جلسة مجلس وزراء متفهمة لوضع طرابلس وصدور قرارات مهمة بالنسبة للوضع الأمني فيها"، ولفت إلى أن "ما يحدث في شوارع طرابلس هو جريمة بحقها ويشل دورها الإقتصادي والسياسي، ومن يطلق النار على الأبرياء هو عارٌ على طرابلس وليس محسوباً عليها". وذكر أن "الخميس يومٌ فاصل في طرابلس وسأعلن استقالتي من الحكومة إذا لم يصدر قرارا حاسما بحل الأمور فيها". وأكد أن "السلطات الأمنية تستطيع في نصف ساعة الرد على الاستباحة في طرابلس إن حزمت أمرها"، معتبراً أن "تزامن جولة العنف الليلة في طرابلس مع انعقاد جلسة المجلس الأعلى للدفاع هو رسالة تحدٍ له".  وختم "إن فشلنا سأقول أنني عجزت وسأستقيل ولكنني متأكد أن الحكومة ستتخذ قرارات صلبة".