تقيم حركة المقاومة الإسلاميَّة "حماس"، الأحد، مهرجانًا جماهيريًّا حاشدًا على أرض السرايا وسط قطاع غزَّة، في ذكرى استشهاد عدد من قادتها ومؤسِّسيها، أبرزهم الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، بحيث بدأت صباح الأحد جماهير قطاع غزة بالزَّحف نحو أرض السرايا، للمشاركة في فعاليَّات المهرجان، الذي أطلقت عليه الحركة اسم "الوفاء والثَّبات على درب الشُّهداء". واختارت حماس هذا التوقيت بالذات لإقامة المهرجان، استغلالاً للتطورات المتلاحقة في الساحة الفلسطينية، سواء فيما يتعلق بملف المفاوضات بين السلطة وإسرائيل، أو الخلافات الداخلية في حركة فتح، فضلاً عن العلاقة المتأزمة مع مصر. وكانت الحركة الإسلامية أحجمت عن إقامة مهرجانها السنوي قبل أشهر احتفالاً بذكرى انطلاقتها، مؤكدةً أن "ذلك جاء توفيرًا للنفقات"، وقالت: إنها حرصت على توزيع أموال المهرجان على العائلات الفقيرة في غزة. لكن بعد مرور بضعة أشهر فقط، ورغم أن الظروف الاقتصادية في غزة أصبحت أكثر سوءًا، عادت حماس للترتيب لمهرجانها الضخم، الذي سيكلّفها ملايين الدولارات، ومن المقرر أن تستأجر الحركة مئات الحافلات لحشد أنصارها من مختلف مدن القطاع، وتحديدًا من أمام المساجد كما اعتادت من قبل. ويقول مراقبون: إن قادة حماس قد يزيدون من حدة خطابهم تجاه مصر، تحت ذريعة استمرار إغلاق معبر رفح، على أن الحركة دأبت على إقامة العديد من الفعاليات خلال الفترة الماضية، والتي هاجمت من خلالها مصر. وانطلق أنصار حركة حماس منذ ساعات الصباح باتجاه السرايا، بحيث مكان تنظيم المهرجان، ومن المقرر أن تنطلق اليوم فعاليات المهرجان الذي تنظمه حماس في ذكرى استشهاد قادتها، الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وإبراهيم المقادمة. وسيقام مهرجان على أرض مجمع السرايا الحكومي وسط مدينة غزة الساعة الواحدة ظهرًا، وسيتخلله مجموعة من الفعاليات والكلمات التي ستلقيها شخصيات قيادية وفصائلية. وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس قد أعلنت السبت إنهاء جميع الاستعدادات المتعلقة بالمهرجان. وقالت حركة "حماس": إن مهرجان "الوفاء والثبات على درب الشهداء" الذي تقيمه الأحد في ذكرى مقتل قادتها الشيخ المؤسس أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والدكتور إبراهيم المقادمة سيكون "بمثابة رسالة للشعب الفلسطيني وللعدو الصهيوني ولكل صناع القرار في العالم". وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، في تصريح صحافي الأحد: إن هذه هي رسالة المقاومة الثابتة في الميدان والتي تفرض معادلاتها وبكل قوة على كل المستهدفين للقضية الفلسطينية والمحاصرين لشعبنا والذين أرادوا النيل من عزيمته وإرادته. وأضاف برهوم أن "حركته ستبقى وفية لدماء القادة الشهداء، ثابتة على العهد مع شعبنا مهما كلفنا الثمن ومهما بلغت التضحيات، حتى يعيش شعبنا بحرية وكرامة لأنه شعب عظيم يستحق منا كل تضحية وفداء". وكان قد قتل الشيخ أحمد ياسين في 22 آذار/ مارس عام 2004، بعد هجوم شنته الطائرات الإسرائيلية أثناء عودته بعد أداء صلاة الفجر بمسجد المجمع الإسلامي القريب من منزله، وبعد اغتياله بايعت حماس الدكتور عبد العزيز الرنتيسي خليفة له في الداخل، إلا أن الاحتلال اغتاله بإطلاق صاروخ على سيارته في 17 نيسان/ إبريل 2004، فيما كان اغتيال إبراهيم المقادمة وهو أحد أبرز مفكري الحركة في 2003. صرح مسئول جهاز العمل الجماهيري أشرف أبو زايد بأن "الحركة تعتزم إقامة مهرجان جماهيري مهيب في ذكرى استشهاد قادتها العظماء في 23 من آذار للعام الجاري على أرض السرايا وسط مدينة غزة". وقال أبو زايد: رسالة هذا المهرجان هي التأكيد على استمرار صمود شعبنا وثبات مقاومتنا على درب شهدائنا القادة الذين رسموا بدمائهم وأشلائهم خارطة الطريق لتحرير فلسطين وتطهير المقدسات، رغم حجم الكيد وعظم المؤامرات التي تعرضت لها حركة حماس ويتعرض لها الشعب الفلسطيني من أجل دفعه للتنازل عن حقوقه والتفريط بثوابته. وتوقع أبو زايد أن "يشهد هذا المهرجان إقبالا جماهيريا غير مسبوق نظرا للالتفاف الشعبي حول المقاومة ورموزها الأبطال خاصة ونحن نتحدث عن ذكرى اغتيال قادة بحجم الشيخ المؤسس أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي"، داعيا جماهير الشعب الفلسطيني إلى "الاستعداد للنفير والمشاركة في هذا المهرجان المهيب". وأكد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة أن "الوزارة باشرت بتنفيذ خطة ميدانية لتأمين تقديم الخدمات الصحية, وذلك بتجهيز عدد من النقاط الطبية وسيارات الإسعاف بطواقمها وكامل تجهيزاتها سواء على أرض ساحة السرايا وعلى امتداد طريق صلاح الدين ومحاور محافظات قطاع غزة, لتكون جاهزة لتأدية دورها الوطني خلال العرس الجماهيري الكبير مهرجان الوفاء والثبات على درب الشهداء, والذي تنظمه حركة المقاومة السلامية "حماس"، ظهر الأحد المقبل، إحياء لذكرى قادتنا العظام، والذين أناروا بدمائهم قناديل الانتصار لفلسطين على طريق الحرية والتمكين". وقال القدرة: إنه وبتعليمات مباشرة ومتابعة حثيثة من معالي وزير الصحة الدكتورة مفيد المخللاتي، بدأت الجات المعنية وذات العلاقة بالوزارة بتوجيه طواقمها نحو تنفيذ ما وضع من خطط لتامين المتابعة الصحية والإسعافية والإخلاء الطبي حال حدوث أي طارئ لا قدر الله, داعيا في الوقت ذاته مواطنينا الكرام إلى "الالتزام بقواعد السلامة وعدم التدافع والتقيد بتعليمات اللجان المنظمة للمهرجان، وذلك من أجل الخروج بصورة مشرفة تعبر عن شعبنا الصامد المرابط وتضحياته, وهو يحيي السيرة العطرة لقادتنا الميامين الشهيد المؤسس أحمد الياسين والشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي والشهيد ابراهيم المقادمة".