بيروت ـ جورج شاهين
جدَّد سفير الولايات المتحدة الأميركية دايفيد هيل دعوته الى حياد لبنان عن الأزمة السورية، والى قراءة تداعيات هذا التدخل على الوضع في لبنان، وقال بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام وزياته الى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة نواب المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة :ان دور الولايات المتحدة ليس في الاختيار ولكن في المساعدة مع المجتمع الدولي لتمكين اللبنانيين من ان تكون لهم فرصة في هذا الاختيار، بالتوافق مع دستورهم وبحرية بعيدا عن التدخل الخارجي. نريد المساعدة في حماية هذا الاستحقاق وعدم تمكين التدخلات الخارجية في تحديد الخيار الذي هو حق للبنانيين فقط".
تحدث السفير الأميركي مطولا بعد لقاءه رئيس الحكومة تمام سلام فقال: "لقد عدت من واشنطن حيث شاركت في مؤتمر للسفراء الأميركيين مع كبار المسؤولين، وكانت ايضا فرصة جيدة بالنسبة إلي للتشاور مع وزير الخارجية الاميركية جون كيري ومع عدد اخر من المسؤولين في الإدارة الاميركية حول لبنان".
وتابع: "نحن مستعدون للعمل مع الحكومة ورئيسها لدفع العلاقات الثنائية الاميركية- اللبنانية لمساعدة لبنان في حماية نفسه وفي دعم اللبنانيين لتحقيق تطلعاتهم، وهذا الامر ممكن فقط من خلال حكومة تستطيع العمل. ان الرئيس اوباما تحدث مع رئيس الحكومة حول الاستحقاق الانتخابي هذه السنة، الرئاسي والنيابي، وهما مساران لبنانيان للبنانيين ليختاروا القادة اللبنانيين.
وختم ان دور الولايات المتحدة ليس في الاختيار ولكن في المساعدة مع المجتمع الدولي لتمكين اللبنانيين من ان تكون لهم فرصة في هذا الاختيار، بالتوافق مع دستورهم وبحرية بعيدا عن التدخل الخارجي. نريد المساعدة في حماية هذا الاستحقاق وعدم تمكين التدخلات الخارجية في تحديد الخيار الذي هو حق للبنانيين فقط".
وقال: "الى ذلك هنالك الكثير من المسائل الطارئة بما فيها هؤلاء الذين يتدفقون بسبب النزاع السوري، ونحن نقدم دعما قويا في هذا الإطار، فخلال السنوات الماضية قدمنا أكثر من مليار دولار للجيش اللبناني ولقوى الامن الداخلي لمساعدتهم في مهمتهم للحفاظ على كل لبنان بما فيه من الاعتداءات الارهابية التي مصدرها سوريا، كما قدمنا اكثر من 340 مليون دولار لمساعدة المجتمعات المضيفة في التعامل مع الضغط الحاصل نتيجة تدفق النازحين من سوريا".
أضاف: "ان سياسة النأي بالنفس اللبنانية عن النزاع في سوريا هي الأصح، لذلك نحن ندعم ونحث على التزام اعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس عن النزاع في سوريا، فعندما يحارب أشخاص من لبنان في سوريا او عن السوريين فهم يجلبون الحرب والعنف الى لبنان. ان النأي بالنفس هو لصالح لجميع اللبنانيين. نحن نرى التداعيات المأساوية لعدم الالتزام بالنأي بالنفس على مجمل الأراضي اللبنانية، أكان في طرابلس او في عرسال، هنالك عدد كبير من التقارير الواردة حول التدخل السوري على الأراضي اللبنانية وان أفعال نظام الاسد تجبر السوريين على الهروب الى لبنان".
وتابع: "ان الولايات المتحدة تدين الاعتداءات المتكررة على السيادة اللبنانية من قبل القوات السورية، وتدين القتال في طرابلس وكل الأفعال التي تعرض لبنان لخطر الانجرار الى الحرب الحاصلة داخل سوريا. ان مشاعرنا هي مع اهالي طرابلس كما هي مع اهالي عرسال والمنطقة المحيطة، كما ندعم العناصر التي انتشرت مؤخرا في عرسال من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والذين سيعملون مع الأهالي لضمان الامن".
وختم هيل: "كلما استمر النزاع في سوريا فان التداعيات على لبنان ستتفاقم، ان نظام الاسد هو الفاعل وليس هو ضحية العنف والإرهاب، وان دعم هذا النظام هو الذي يؤخر وضع حد للنزاع، وبالتالي ازدياد المخاطر على لبنان".
من جهة اخرى تلقى سلام اتصالات تهنئة بنيل الحكومة ثقة مجلس النواب من كل من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان وسفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري.