بروكسل ـ العرب اليوم
أدان الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، "بشدة"، الاستفتاء الذي جرى في القرم أمس حول انضمامها لروسيا، واعتبره "غير شرعي"، مجدداً الدعوة إلى التفاوض بين أوكرانيا وروسيا في الأيام القليلة المقبلة.
وقال مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد، في بيان أصدره بعد اجتماع له في بروكسل، اليوم، إن "المجلس يدين بشدة إجراء استفتاء غير شرعي في القرم حول ضمها للاتحاد الروسي، في انتهاك واضح للدستور الأوكراني"، مضيفاً أن الاتحاد "لا يعترف بالاستفتاء غير الشرعي ونتائجه".
وقال المجلس إن الاستفتاء جرى بوجود ظاهر للجنود المسلحين بظروف مهولة للنشطاء المدنيين والصحافيين، متحدثاً عن مؤشرات واضحة على زيادة التعزيزات العسكرية الروسية في الرقم عدا عن رفض دخول ممثلي الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا الذين دعتهم الحكومة الأوكرانية.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي "يشجب بقوة هذه التطورات السلبية الجديدة التي تعد خرقاً واضحاً لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".
وجدد المجلس التأكيد على دعوة الاتحاد السابقة لأوكرانيا وروسيا لبدء التفاوض خلال الأيام القليلة المقبلة بما في ذلك "عبر آليات متعددة الأطراف والوصول إلى نتائج ضمن مدة زمنية محددة".
وقرر الاتحاد بفعل التطورات الأخيرة اتخاذ إجراءات إضافية بما فيها قيود على السفر وتجميد للأصول ضد المسؤولين عن الأفعال التي تقوّض أو تهدد وحدة وسيادة واستقلال أوكرانيا بينها تلك المرتبطة بالوضع المستقبلي لأي جزء من الأراضي الأوكرانية والتي تتعارض مع الدستور الأوكراني، وأشخاص وكيانات مرتبطة بهم.
وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه ما زال مستعداً لدعم الحوار بين أوكرانيا وروسيا، وقال "ندعو روسيا لاتخاذ خطوات تخفف من تصاعد الأزمة، وسحب قواتها فوراً إلى ما كانت عليه قبل الأزمة وبما يتناسب مع التزاماتها الدولية، والبدء بنقاشات مباشرة مع حكومة أوكرانيا والاستفادة من كافة الآليات الدولية ذات الصلة من أجل إيجاد حل سلمي للأزم"ة.
وأسف الاتحاد لعدم توصّل مجلس الأمن الدولي لتبنّي قرار حول أوكرانيا بفعل حق النقض الفيتو الذي استخدمته روسيا.
واعتبر أن أية خطوات إضافية من روسيا من شأنها أن تزعزع الوضع في أوكرانيا ستؤدي إلى مزيد من التداعيات على العلاقات وبشكل واسع على في المجالات الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه من جهة وروسيا من جهة أخرى.
وقال المجلس إن "الاتحاد الأوروبي يدعو روسيا للعودة إلى تطوير علاقة استراتيجية معه بدلاً من عزل نفسها أكثر دبلوماسياً واقتصادياً".
واعتبر أنه توجد حاجة ملحّة لتواجد دولي على الأرض في أوكرانيا بما في ذلك القرم، وقال إنه "يدعم نشر سريع لبعثة مراقبة خاصة في أوكرانيا من قبل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
وعبّر عن وقوفه إلى جانب أوكرانيا والتزامه بتقديم الدعم المالي القوي من أجل استقرارها اقتصاديا ومالياً.
وأعلن الاتحاد الأوروبي، اليوم فرض عقوبات ضد 21 مسؤولاً أوكرانياً وروسيا، بعد الاستفتاء الذي أجري في جمهورية القرم، وقرارها الإنضمام إلى روسيا.
وقال وزير خارجية ليتوانيا ليناس لينكفيتشيوس، على صفحته على موقع "تويتر"، إن "مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، اتفق للتو على فرض عقوبات تشمل حظر سفر وتجميد أصول، ضد 21 مسؤولاً من أوكرانيا وروسيا".
وأضاف أن المزيد من الإجراءات سيتخذها الاتحاد خلال الأيام القليلة المقبلة.
وكانت شبه جزيرة القرم شهدت أمس الأحد، استفتاء حول الإنفصال عن أوكرانيا والإنضمام إلى روسيا، في ظلّ معارضة أوكرانية وغربية.
ووجّهت القرم، ذاتية الحكم، اليوم، طلباً رسمياً إلى روسيا للإنضمام إليها بصفتها وحدة إدارية.
وكانت شبه جزيرة القرم إقليماً روسياً حتى عام 1954 عندما قرّر الزعيم السوفيتي، نيكيتا خروتشوف، الأوكراني الأصل، ضمّه إلى جمهورية أوكرانيا السوفياتية.
وكان الاتحاد الأوروبي قرّر الأسبوع الفائت، تعليق المفاوضات حول تأشيرات الدخول مع روسيا، مهدداً بفرض عقوبات إضافية على موسكو، وبخاصة اقتصادية، في حال زيادة تدهور الوضع في أوكرانيا، وذلك بعد أن أمر الرئيس الأميركي، باراك اوباما، بفرض حظر على منح تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة، للأشخاص المتورّطين بالتحرّك الروسي في أوكرانيا، وتجميد ممتلكاتهم.
المصدر: يو.بي.آي