أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيدرس فرض عقوبات على المسؤولين عن أعمال العنف في أوكرانيا، في أعقاب أعمال العنف الدموية في كييف التي أوقعت منذ ظهر أمس 25 قتيلاً. وقال رئيس المجلس الأوروبي، هيرمان فان رومبوي، في بيان نشر على موقع الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء، إن "الاتحاد الأوروبي سيردّ على تدهور الوضع على الأرض" في أوكرانيا. وأضاف أن "وزراءنا في مجلس الشؤون الخارجية سيدرسون في اجتماعهم غداً اتخاذ إجراءات موجّهة، بينها العقوبات المالية والحظر على السفر ضد المسؤولين عن العنف والاستخدام المفرط للقوة" في أوكرانيا. وأعرب البيان عن "قلق قادة الاتحاد الأوروبي إزاء التصعيد العنيف للأزمة السياسية في أوكرانيا"، وندّد بوضع حقوق الإنسان هناك، ويشمل ذلك أعمال العنف، وحالات المفقودين، والتعذيب، والترهيب، والقتلى والمصابين الذين سقطوا من كافة الجهات"، مقدماً التعازي لأسر الضحايا. كما ندّد بالاستخدام غير المبرر للقوة المفرطة من جانب السلطات الأوكرانية، داعياً كافة الأفرقاء إلى الإحجام عن العنف، مشدداً على ضرورة تخفيف حدة الوضع وتحسين الوضع الأمني في البلاد. ودعا السلطات إلى ضمان محاسبة المسؤولين عن الاستخدام المفرط للعنف، وإلى ضمان احترام الحقوق الأساسية وحمايتها، متوقعاً أن تبدأ اللجان الاستشارية في المجلس الأوروبي بالعمل من دون إبطاء. كما دعا البيان السلطات الأوكرانية للحرص على إجراء حوار صادق مع المعارضة السياسية والمجتمع المدني، معتبراً أن "عملية شاملة تلبّي التطلعات الديمقراطية للشعب الأوكراني، هي الوسيلة الديمقراطية المستدامة الوحيدة للخروج من الأزمة". وشدّد على أهمية "التقدّم بالمفاوضات بشأن إجراء تعديلات دستورية، وتشكيل حكومة شاملة، وتوفير ظروف لانتخابات حرة وعادلة". وأعرب عن استعداد الاتحاد الأوروبي لمواصلة دعم أوكرانيا في مساعيها لإصلاح وتحديث البلاد، بغية تعزيز الديمقراطية والرفاه الاقتصادي، مجدّداً التزام الاتحاد الأوروبي بـ"توقيع وتطبيق اتفاقية التكامل مع كييف، شريطة أن تظهر السلطات الأوكرانية إلتزامها بدولة حرة وموحدة وديمقراطية، وبالقيم التي تستند إليها اتفاقية التكامل". ومن جهته، توقّع رئيس المفوضية الأوروبية، خوسيه مانويل باروسو، في بيان صدر عن مكتبه اليوم، أن تتوصّل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى إجماع حول إجراءات مشددة ضد أوكرانيا. يذكر أن عدد ضحايا المواجهات العنيفة المستمرة منذ ظهر أمس الثلاثاء في وسط العاصمة الأوكرانية، كييف، بلغ 25 قتيلاً، بينهم 9 من عناصر الأمن وصحافي، علماً أن كييف تشهد أزمة سياسية حادة، أدّت في الأشهر الماضية إلى سقوط قتلى وجرحى، على خلفية احتجاج المعارضة على رفض الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، التوقيع على اتفاق للتبادل الحر مع الإتحاد الأوروبي، مفضّلا بدلاً من ذلك تقارباً مع روسياً.