رحبت الجامعة العربيّة باستئناف المفاوضات بين الحكومة السودانيّة و"الحركة الشعبيّة" قطاع الشمال، لبحث الأزمة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.  وأعربت الجامعة العربيّة على لسان مبعوثها  لدى السودان السفير صلاح حليمة، عن أملها في أن تحرز الجولة انفراجًا في مسيرة المفاوضات المباشرة بين الجانبين. وأوضح حليمة لـ"العرب اليوم" أنّ هذا الأمل يتأسس على أن جهود اللجنة الإفريقيّة رفيعة المستوى بقيادة ثابو أمبيكي  تتخذ من قرارات مجلس السلم والأمن الأفريقي وقرار مجلس الأمن رقم 2046 مرجعيات للتفاوض بين الجانبين،  كما أن هذه القرارات تحدد إطار التفويض الممنوح للجنة حيث تحصره في قضية الولايتين.  وأشار إلى أنّ خطاب الرئيس السوداني عمر البشير الأخير هيأ مناخًا غير مسبوق ومواتيًا بما يتضمنه من محاور تتعلق بالحوار والسلام والهويّة والإصلاح، ودعوة القوى والأحزاب السياسيّة، بما في ذلك الحركات المسلحة للمشاركة في صنع المستقبل.  وأكّد أنّ الجامعة ظلت تبذل جهودًا مقدرة لتخفيف المعاناة الإنسانيّة الناتجة عن الصراع في الولايتين، حيث أسهمت ولا تزال مستعدة للإسهام في المسارات المختلفة، في إطار من التنسيق والتشاور مع الأطراف المعنيّة وأعضاء المجتمع الدولي. كما أكّد أنّ التفويض الممنوح لـ إمبيكي يتعلق بالولايتين، وأنه لا يمكن لـ إمبيكي أنّ يخرج عن هذا التفويض ليناقش قضايا أخرى. وأوضح أنّ الجامعة العربيّة  مهتمة بالشأن الإنساني في إطار المبادرة الثلاثية الموقعة في 2012، وأطرافها الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وهي   على استعداد لإنفاذ المبادرة على الأرض، وتتخذ من مذكرتي التفاهم الموقعتين في الرابع والخامس من آب/أغسطس 2013، بين الشركاء  الثلاثة و"الحركة الشعبيّة" من جهة وبين الشركاء والحكومة السودانيّة على التوالي مرجعيات وأساس لهذا التحرك، كما أن الجامعة مستعدة لتقديم الدعم الإنساني في حال طلب منها ذلك ويمكن أنّ تُبادر بذلك أيضًا حال ظهور احتياج. كما أوضح أنّ الجامعة تُركز على المساعدات الغذائيّة وإعادة تأهيل المدارس والمراكز الطبية والإسهام في مشروعات بناء القدرات.