واشنطن - كونا
رحب الرئيس الامريكي باراك اوباما باتفاق القادة القبارصة اليونانيين والأتراك الثلاثاء على اعلان مشترك يمهد لاستئناف المفاوضات لتسوية الأزمة القبرصية داعيا الطرفين الى تجنب القيام باي افعال من شأنها "تصعيد التوتر".
واشاد الرئيس اوباما في بيان اصدره البيت الابيض باعادة احياء المفاوضات لتسوية الازمة في قبرص تحت رعاية الامم المتحدة بمبادرة من زعيم القبارصة اليونانيين نيكوس اناستاسياديس وزعيم القبارصة الاتراك درويش إيروغلو.
وتعاني جزيرة قبرص من الانقسام بين شطرين يوناني في الجنوب وتركي في الشمال منذ عام 1974 وفي عام 2004 رفض القبارصة اليونانيون خطة الأمم المتحدة لتوحيد الجزيرة المقسمة.
واشار بيان البيت الابيض الى ان البيان المشترك الموقع من زعيمي الجزيرة يعكس روح التوافق ويضع أساسا متينا لاجراء محادثات تركز على النتائج مضيفا ان الولايات المتحدة تهنئ الزعيمين على الشجاعة والرؤية اللتين تمكنهما من الوصول الى اتفاق على بيان مهم يمثل المبادئ الرئيسية لارشادهم الى مزيد من العمل.
واوضح البيان ان قبرص عانت التقسيم فترة طويلة جدا ومن خلال التوصل الى تسوية فانه يمكن لليونانيين والاتراك في الجزيرة تحقيق كامل إمكاناتهما وتعزيز الاستقرار والرخاء الاقتصادي لجميع سكان الجزيرة. مضيفا "نحن نشجع الجانبين على العمل بسرعة لحل القضايا الأساسية العالقة والتوصل إلى تسوية تعيد توحيد قبرص في أقرب وقت ممكن".
يذكر ان القادة القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك اكدوا في اجتماع اليوم رغبتهم في التوصل إلى تسوية "في أسرع وقت ممكن" للأزمة وذلك عقب استئناف المفاوضات بين الطرفين التي علقت لسنتين. وعقد الرئيس القبرصي أناستاسيادس والزعيم القبرصي التركي أيروغلو لقاء استمر ساعة ونصف الساعة في نيقوسيا عند الخط الأخضر وهي المنطقة الخاضعة لسيطرة الأمم المتحدة والفاصلة بين شطري الجزيرة المقسومة منذ نحو أربعين عاما.
وتلت ممثلة الأمم المتحدة رئيسة البعثة الدولية ليزا باتنهايم بيانا مشتركا بعد اللقاء جاء فيه أن القادة هدفهم التوصل إلى حل في أسرع وقت ممكن لتنظيم عمليتي استفتاء منفصلتين إثر ذلك مشيرة الى أن اللقاء المقبل بين المفاوضين يتوقع أن يعقد في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وأكد البيان المشترك أن التسوية في حال تمت الموافقة عليها في عمليتي استفتاء ستكون على أساس "دولة فدرالية بمجموعتين ومنطقتين" تشكل فيها قبرص "كيانا قانونيا موحدا على الصعيد الدولي ذات سيادة واحدة" على أن يتم تحديد اختصاصات الحكومة وجزئي الدولة أثناء المفاوضات.
وعلى صعيد متصل أعلن المتحدث باسم الحكومة القبرصية خريستوس ستيليانيدس أن كبيري المفاوضين سيقومان في الأيام المقبلة بزيارة أنقرة وأثينا لدفع العملية قدما.
يذكر ان قبرص انضمت إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 بعد فشل خطة أولى لإعادة توحيد الجزيرة وافق عليها القبارصة الأتراك بكثافة أثناء استفتاء فيما رفضها القبارصة اليونانيون في الشطر الجنوبي.