واشنطن ـ العرب اليوم
زادت واشنطن من وتيرة عملياتها العسكرية في القرن الأفريقي، في محاولة منها لمواجهة عنف المتشددين الإسلاميين في المنطقة، وذلك في أعقاب الهجوم على مركز تسوق "ويست غيت" في نيروبي العام الماضي، وفقًا لما نشره موقع "البي بي سي"، نقلًا عن مراسله للشؤون الأمنية في جيبوتي، فرانك جاردنر.
وأكَّدت حكومة جيبوتي، أن "الغارات التي تشنها طائرات دون طيار الأميركية على المناطق التي تسيطر عليها حركة "الشباب"، وتنظيم "القاعدة" ضرورية للغاية، ولن تتوقف".
وتنشئ الولايات المتحدة قاعدة عسكرية كبيرة في جيبوتي، التي تنطلق منها الطائرات الأميركية دون طيار المثيرة للجدل، كما تقوم على تدريب جيوش الدول الإقليمية لمحاربة حركة "الشباب" في الصومال.
ويتمركز عدد من الطائرات المروحية وغيرها من الطائرات الأميركية في هذه القاعدة، وهي على أتم الاستعداد لشن عمليات بعيدة المدى، بعضها سريٌ وأخرى تقليدية.
وشكّلت وزارة الدفاع الأميركية أخيرًا، قوة خاصة للرد في شرق أفريقيا، في جيبوتي، وهي القوة التي هرعت في كانون الأول/ديسمبر إلى جنوب السودان لإجلاء موظفي السفارة الأميركية وحمايتهم، وهو الدرس الذي تعلمته واشنطن من الهجمات التي استهدفت سفارتها في ليبيا، وبالإضافة إلى قوة الرد تلك، تأسست قوة "المهام المشتركة في القرن الأفريقي" منذ نحو 12 عامًا، وهي القوة التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية.
أوضح العميد الأميركي، وين غريغسبي، وهو قائد قوة المهام المشتركة في القرن الأفريقي، أن "عناصر حركة "الشباب" الصومالية أصبحوا ماهرين في زرع القنابل على الطرقات، وشنوا هجمات خارج حدودهم في كينيا وأوغندا، في الوقت التي نجحت فيه القاعدة ثلاث مرات في وضع متفجرات على متن رحلات دولية، كل ذلك وقوات المهام المشتركة في القرن الأفريقي يتضاعف حجمها".
واعترف غريغسبي، الذي تولى مهام منصبه هذا العام، بأن "الوضع في المنطقة يمثل مشكلة معقدة، لكن "البنتاغون" يهدف إلى إشراك الأطراف الأخرى في المنطقة، وتمكينها من تحمل أعبائها في دحر حركة الشباب."
وتابع قائلًا، "تتمثل مهمة القوات أيضًا في توفير المنافذ الإستراتيجية، وحرية الحركة لحماية الولايات المتحدة الأميركية، ومصالحها في المنطقة".
وتتمتع دولة جيبوتي الفقيرة والمستعمرة السابقة لفرنسا، بصلات وثيقة مع أكثر دولتين في المنطقة اضطرابًا، وهما اليمن والصومال، حيث التواجد الميداني للقوات الأميركية غير مقبول فيهما، لكن جيبوتي قررت الانضمام إلى معسكر واشنطن والغرب، وأصبحت بالفعل محورًا لتمركزهما العسكري الدائم في المنطقة.
ولا تزال لدى القوات الفرنسية في جيبوتي قاعدة عسكرية كبيرة، مكونة مما يربو على ألفي جندي، وتتشارك طائرات ميراج المقاتلة التابعة لها مع الطائرات التجارية في مدرج مطار جيبوتي الدولي، بالإضافة إلى قوات ألمانية وإيطالية ويابانية تتمركز في خليج عدن لمكافحة أعمال القرصنة، لكن التواجد الأكبر هو للقوات الأميركية، وتتشكل من أربعة آلاف جندي متمركزين في معسكر ليمونير.