شهدت مدينة الرقة إعدام رجل ثلاثيني، وأب لخمسة أطفال، على يد عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، إثر اتهامه بالكفر عقب شتمه أحد أمراء التنظيم. وأكّد أحد شهود العيان أنّ "المنظر كان مرعباً، وضعوا الشاب في الساحة، وبدأوا بالتكبير وإطلاق الرصاص في الهواء، وكأنهم حققوا نصراً عظيماً، وقتلوا الشاب بدم بارد، أمام أعين الجميع، لم يستطع أحد منا السؤال لماذا أو من هذا الشاب". وأوضح إبراهيم السويف، وهو ابن عم الشاب، أنَّ "عملية الإعدام نفّذت في حق عبدالله شهاب السويف، الذي لم يكن حينها قد تجاوز عامه السادس والثلاثين، كان أباً لخمسة أطفال، أكبرهم محمد، وهو الآخر لم يتجاوز الثمانية أعوام عندما قُتل هو وأخوه سعد، وأخته سهام، ولكن في قصف طيران الحكومة على منطقة الطيبة في حمص، حيث عاشت العائلة قبل النزوح إلى حيث أقربائهم في الرقة". وأشار إبراهيم إلى أنَّ "عبدالله كان يعمل حارساً ليليًا في أحد مراكز الآثار، وميكانيكي سيارات في النهار، وبدأت القصة عندما اعتقلت داعش عبدالله وهو في الرقة، بتهمة حيازته سلاحاً من الحكومة"، مؤكّدّا أنَّه "بالفعل، كان عبدالله يملك سلاحاً، لكنه سلمه إلى حركة أحرار الشام، ومعه وصل استلام وتسليم". وأكّد إبراهيم أنّه "أثناء فترة اعتقال عبدالله، راجعت المقر الرئيسي للتنظيم في الرقة، وأخبرناهم بأمر الوصل، وأكّدوا لنا أنه ستتم معاقبته بثلاثين جلدة، وأنه سيخرج قريباً". ولفت إلى أنَّ "أهل عبدالله تردّدوا على مقرات داعش، يسألون عن ولدهم، كل يوم، وكان الجواب هو أنهم سيطلقون سراحه بعد معاقبته، لكن بعد أيام جاءهم اتصال هاتفي من أحد شيوخ العشائر المبايعة لداعش، يخبرهم أنَّ ابنهم قتل وقُضي الأمر". وتمكنت العائلة لاحقاً من الوصول إلى شاب، كان معتقلاً مع عبدالله، روى لهم أنَّ "عناصر داعش كانوا يدأبون على تعذيب عبدالله، وفي إحدى المرات، ومن شدة ألمه، شتم أحد أمراء التنظيم، فاتُهم بالكفر، وأصدر في حقه حكم الإعدام". وشهد زياد وهو أحد أصدقاء عبدالله، بأنه "طيب وخلوق، يحبه الجميع، همّه الوحيد تأمين لقمة الخبز لأطفاله".