رحب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بالاتفاق على وقف إطلاق النار بجنوب السودان، وحث القادة هناك على بدء حوار سياسي شامل لحل كل أسباب الصراع. وأصدر أوباما بياناً قال فيه "أنا أرحب بالتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب السودان، في ما يعد خطوة أساسية باتجاه بناء سلام دائم". وأضاف "على قادة جنوب السودان الآن أن يعملوا فوراً على تطبيق الاتفاق، وبدء حوار سياسي شامل لحل كل الأسباب الكامنة وراء الصراع". وشدد أوباما على ان مشاركة كل المعتقلين السياسيين، التي توقفهم حكومة دجنوب السودان، سيكون أساسياً في هذه المناقشات، "وسنستمر في العمل لتعجيل إطلاقهم". وعبر الرئيس الأميركي عن شكره للدور البناء الذي لعبته الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد)، والشركاء في المنطقة لدفع هذه الجهود. وقال ان "الولايات المتحدة لطالما دعمت تطلعات شعب جنوب السودان من أجل الحرية والسلام والازدهار، وبغية استعادة ثقة شعبهم وثقة المجتمع الدولي، على قادة جنوب السودان أن يثبتوا التزامهم بحل سلمي للأزمة". وأضاف أوباما ان أمام أولئك القادة "التزام بضمان ألا تشوّه حياة شعبهم ومستقبل هذا البلد اليافع باستمرار العنف، وأن يحاسب الأشخاص المسؤولون عن هذه الأعمال الوحشية". وختم قائلاً ان "الذين يعملون من أجل جنوب سودان أكثر سلمية وديقراطية وتوحداً سيجدون دائماً في الولايات المتحدة شريكاً راسخاً". وكانت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد)، التي تتولى الوساطة في صراع جنوب السودان، أعلنت عن توقيع اتفاق ينص على وقف الأعمال القتالية في البلاد. وبموجب الاتفاق الذي تم التوقيع عليه يوم الخميس في فندق في أديس أبابا بين ممثلين عن حكومة جنوب السودان ومعارضيها، سيدخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ خلال 24 ساعة. وكانت تقارير أشارت إلى ان الاتفاق ينص على وقف الأعمال العسكرية بين جيش جنوب السودان الموالي للرئيس سالفاكير، والقوات الموالية لنائب الرئيس السابق رياك مشار، والإفراج عن 11 مسؤولاً سياسياً من أنصار مشار اعتقلوا عندما اندلعت المواجهات بين وحدات متنافسة في الجيش في جوبا في كانون الأول/ديسمبر. وأدّت المعارك في جنوب السودان منذ أكثر من شهر إلى سقوط آلاف القتلى وتهجير نصف مليون شخص، بعد أن تحولت من مواجهة سياسية إلى اشتباكات ذات طابع إثني.