دعا لبنان مجلس الأمن الدولي إلى التحرك فوراً بغية إنجاح عملية السلام في الشرق الأوسط، مشدداً على ان صمت المجلسلا يخدم قضية السلام. وفي كلمته أمام مجلس الأمن، خلال جلسة حول الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، أشاد المندوب اللبناني الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير نواف سلام، بالجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي جون كيري لاستئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية ـ الفلسطينية. وقال سلام، إن الخطر الأساسي الذي تواجهه هذه المفاوضات هو استمرار نشاطات إسرائيل الاستفزازية بما فيها بناء المستوطنات والإعلان عن بناء وحدات سكنية جديدة. وأضاف "فيما لا يزال هذا المجلس صامتاُ، يهدر صوت الجرافات الإسرائيلية التي تدمر المنازل في القدس وتقتلع أشجار الزيتون في الضفة الغربية تمهيداً لبناء مزيد من المستوطنات، وكما ذُكِرَ، فقد أعلنت السلطات الإسرائيلية الشهر الماضي عن نيتها في بناء 1400 وحدة سكنية في الأراضي المحتلة". وأوضح السفير اللبناني ان المنطقة تقف على مفترق طريق تاريخي، وان مستقبل المفاوضات في خطر بسبب النشاطات الإستطانية، داعيا المجلس إلى التحرك الفوري. وقال ان "صمت مجلسكم لا يخدم قضية السلام، للحفاظ على مستقبل السلام في منطقتنا، يجب أن تسمعوا صوتكم، سيدي الرئيس، من أجل السلام، نحثكم على التحرك دون تأخير". وكانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، اعتبرت، في كلمتها خلال الجلسة، إن منطقة الشرق الأوسط كانت دائماً فريسة لاضطرابات القوى المتنازعة ونادراً ما شهد العالم جهوداً نحو تحقيق السلام، والتكلفة البشرية المذهلة للحرب في الوقت ذاته بهذا الوضوح الذي يشهده اليوم. وذكرت ان هذا التناقض لافت بشكل خاص في سوريا، حيث تكثفت المبادرات الدبلوماسية على خلفية الحرب الأهلية الأكثر وحشية من أي وقت مضى، مضيفة ان "أفضل وسيلة لإنهاء هذه الحرب، هي عبر محادثات مؤتمر جنيف 2، الذي يهدف إلى تطبيق بيان مجموعة عمل جنيف". وقالت باور ان "حملة القصف السوري الأخير والقاتل، بما في ذلك استخدام صواريخ سكود، والبراميل المتفجرة في ضواحي حلب ودمشق، تقدم دليلاً آخر على وحشية نظام (الرئيس السوري بشار)الأسد، وحقيقة أنه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع، ولهذا نركز بشدة الانتقال السياسي التفاوضي من الطراز الذي ستتم مناقشته في جنيف". وأضافت ان "الحاجة الملحة للتقدم الدبلوماسي تتضح من ازدياد شدة الأزمة الإنسانية التي سببتها الحرب، ومن إخفاق الحكومة السورية في تطبيق البيان الرئاسي للمجلس بتاريخ الثاني من تشرين الأول/أكتوبر". وتحدثت السفيرة الأميركية بإسهاب عن مختلف أشكال المعاناة التي يعشيها الشعب السوري، داخل البلاد وممارسات نظام الأسد والقوات الحكومية، إضافة إلى معاناة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك. كما أشارت إلى تجاوزات قوات المعارضة السورية، قبل أن تتحدث عن تأثير الأزمة على دول الجوار وتحديداً الأردن ولبنان. وفي ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني والسلام في الشرق الأوسط، قالت باور "تواصل الولايات المتحدة جهودها لمساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على التوصل إلى اتفاق الوضع النهائي، الذي يعترف بدولتين لشعبين، يعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن". وذكرت ان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، "عاد إلى المنطقة في وقت سابق من هذا الشهر لدعم الإطار المقترح الذي يتناول جميع القضايا الجوهرية، ومع دراسة الأطراف للقرارات الصعبة المقبلة، لا تزال الولايات المتحدة على قناعة بأن فوائد السلام، للطرفين، يمكن أن تكون تتحقق بشكل أفضل من خلال هذا النوع من العملية التي نحن منخرطون فيها في الوقت الحاضر". وكررت باور موقف الولايات المتحدة، من ان على جميع الأطراف الإحجام عن الإجراءات التي قد تقوض المناخ اللازم للمفاوضات الجارية، مضيفة ان الخطوات التي تقلل من الثقة، مثل استمرار النشاط الاستيطاني، إنما تغذي الشكوك على الجانبين.