قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إن "موضوع تشكيل الحكومة لا يزال محطّ أخذ وردّ داخل قوى 14 آذار/مارس"، آملا أن "يتجاوب الفريق الآخر مع الإيجابية التي أبداها الرئيس سعد الحريري في تصريحه لـ"رويترز" ولو بنصف إيجابيّة من جهته". وأشار إلى أن التحضير لاغتياله مستمر، واضعا "تحليق الطيران التجسّسي فوق معراب ضمن سياسة التهويل التي تحصل على 14 آذار/مارس". وأضاف جعجع في مقابلة مع قناة "العربية"، "لا يمكننا أن نتأكد بأنفسنا من الطائرات الاستطلاعية التي تحوم فوق معراب، والتأكيد أتى من غرفة عمليات الجيش اللبناني، فما حصل هو أن الطائرة أتت منذ  قرابة الخمسة عشر يوما وتكرر هذا الأمر في ما بعد، وسمع المولجون بالحماية في معراب صوت طائرة في الجو مختلف تماما عن الأصوات الصادرة عن خط الطائرات من وإلى مطار بيروت، باعتبار أن مسارها واضح جدا ومختلف وبعيد عن معراب". وتابع أن "من وقت إلى آخر كانت تمر طائرات للجيش اللبناني لديها مهمات معينة والحرس في معراب معتادون عليها، ولكن للمرة الأولى في الثامن من الشهر الجاري سمعنا صوت طائرة تحوم فوق الموقع الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، لم يتجاوز تحليقها الدقائق القليلة، فقامت قوى الأمن الداخلي المولجة حماية معراب من قبل الدولة اللبنانية بالاتصال بقيادة الجيش وأبلغتها ما حصل، حينها عادت قيادة الجيش إلى غرفة العمليات، " الجوية" ردت بأنها سجلت شيئا ما كان يحوم فوق معراب بدون التمكن من تحديد هويته، وتكررت هذه الحادثة في الرابع عشر من هذا الشهر أيضا فاستمر تحليق الطائرة لساعتين من الساعة الخامسة والنصف عصرا إلى السابعة والنصف مساءا، بعلو غير منخفض نسبيا ولكن مرتفع إلى حد عدم التمكن من رؤيته ولكن بالإمكان سماعه". وقال "عند هذا الحد اتصلت مباشرة بقائد الجيش جان قهوجي الذي كان متجاوبا جدا وطرح علي بعض الأسئلة لأطرحها على العناصر الذين سمعوا صوت الطائرة، وعاد إلى غرفة عمليات "الجوية" في الجيش اللبناني وأبلغني أنها على الأكيد ليست طائرات الجيش اللبناني وليست طائرات استطلاع إسرائيلية التي إجمالا ما تحوم فوق الجنوب والبقاع". وقال "بعض الخبراء المدنيين العسكريين أبلغوني أيضا أنه من الصعب أن تكون هذه الطائرات إسرائيلية، وفي حال كانت إسرائيلية لكانت مرت فوق المنطقة دون التوقف مطولا،  ووعدني قائد الجيش بالتركيز على هذا الموضوع وأعطى تعليماته لغرفة العمليات لتتابع بدقة ما يحصل فوق معراب، وأعتقد أن الجيش سيتوصل الى معرفة هوية هذه الطائرات في المرة المقبلة التي ستحوم فيها فوق معراب". وعما إذا كان يشعر بأنه مهدد أمني، قال جعجع "أنا أشعر إنني مهدد دائما منذ ثمانية أعوام وبالأخص في ضوء عمليات الاغتيال التي طالت العديد من قيادات ورموز ومفكري 14 آذار/مارس وآخرهم كان الشهيد محمد شطح، فليس خافيا على أحد أن قيادات 14 آذار/مارس تتخذ تدابير احترازية ما فوق العادة انطلاقا مما شاهدناه، ونحن نعلم طريقة تصرف الفريق الذي نواجهه"وذكر بمحاولة اغتياله في العام 2012 في حديقة منزله. وإذ رأى أن "كل من هو مخالف للرأي الآخر في لبنان يشعر أنه في خطر"، ربط "تحليق طائرات التجسس فوق مقر القوات اللبنانية بالرسائل النصية والتهديدات التي تتلقاها النائب ستريدا جعجع وبعض شخصيات 14 آذار/مارس على هواتفها الخلوية والاغتيالات السياسية المتلاحقة منذ محاولة اغتيال النائب مروان حمادة وصولا إلى اغتيال الوزير محمد شطح". وقال "بما إنني لا أحمل هاتفا خلويا ولا أتنقل برا خلال هذه الفترة، يكون تزامن هذا التحليق للطيران مع إرسال الرسائل النصية البذيئة والتهديدية  لزوجتي ليقولوا لي إن بإمكانهم أن يطولونني جوا، وإلا ما هي هذه المصادفة؟ عمليات الاغتيال ورسائل التهديد وإرسال طائرات التجسس ما هي إلا عمليات وحلقات في سلسلة واحدة". وعن إمكانية أن يكون هذا الطيران إسرائيليا، قال جعجع "إن قيادة الجيش تستطيع بسهولة تحديد هوية الطيران حين يكون إسرائيليا، بينما ما حصل فوق معراب لم تستطع قيادة الجيش تحديده، كما أن كل طيران له منحى معينا pattern يتبعه ومعلوم ما هو منحى تحليق الطيران الإسرائيلي ولأي أهداف، فأنا لم أسمع يوما أن الطيران الإسرائيلي لديه هدف في كسروان ويحوم فوقه". وأضاف "أن التحضير لاغتيال سمير جعجع مستمر، وأضع هذا الطيران ضمن سياسة التهويل التي تحصل على 14 آذار/مارس، مع العلم أنهم يعلمون أن التهويل معي لن يؤدي إلى أي نتيجة. لن يتمكنوا من اغتيالي، وبرأيي سيحاولون اغتيالي باعتبار أن هذا الاغتيال سيكون له انعكاسات كبيرة على 14 آذار/مارس  وعلى توجه السياسة اللبنانية بشكل عام". وعن رأيه في تصريح الرئيس سعد الحريري لـ "رويترز" وموافقته على مشاركة "حزب الله" في الحكومة، قال جعجع "لا أشارك الرئيس الحريري بفحوى تصريحه، مع العلم أنني أوافقه الرأي بأنه يجب اتخاذ خطوات إلى الأمام لحل الوضع. مشيرا إلى أن موضوع تشكيل الحكومة لا يزال محط أخذ ورد داخل قوى 14 آذار/مارس وأتمنى أن يتجاوب الفريق الآخر مع الإيجابية التي أبداها.