انتقد عضو المكتب السياسي للحزب "الاتحادي الديمقراطي"، وعضو مبادرة الحزب للوفاق الوطني السوداني، تاج السر محمد صالح شقورة، رفض بعض أحزاب المعارضة لمبادرة حزبه. وأوضح شقورة، في تصريح إلى "العرب اليوم"، الجمعة، أنَّ "المبادرة تدعو جميع الأطراف السياسية للجلوس إلى طاولة الحوار، لصالح أمن وسلامة السودان"، مضيفًا أنها "لا تنحاز إلى الحكومة أو المعارضة، فهي مفتوحة لمشاركة الجميع". ووصف الذين أعلنوا رفضهم للمبادرة بأنهم "استعجلوا، لأنَّ المبادرة لم تُطرح عليهم بصورة رسمية حتى الآن، ولم يطّلعوا على تفاصيلها"، مشيرًا إلى أنَّ "المباردة، إذا قُدر لها النجاح، وقبلتها الأطراف، فإنها تضمن أمن واستقرار البلاد". وعن التحديات التي تواجه السودان في الوقت الراهن، بيّن شقورة أنَّ "التحدي الأول هو التحدي الأمني، لاسيما أنَّ الأجندة، التي يتم تداولها الأن، تتحدث عن مخطط لتجزئة السودان، وتقسيم المُقسم، ولذلك يرى الحزب أنَّ هناك ضرورة مُلحة، تستدعي جلوس كل الأطراف إلى مائدة حواربناء، بغية أن نجنب بلادنا المزيد من التعقيدات الأمنية والسياسية". وكان رئيس حزب "الاتحادي الديمقراطي" محمد عثمان الميرغني، وهو حليف للحكومة، قد تقدّم بمباردة لتحقيق الوفاق الوطني الشامل، تشتمل على عدد من المقترحات، منها "الاتفاق على دستور دائم يشارك في وضعه الجميع"، و"الإسراع في التوصل إلى حل شامل لقضية دارفور، ومنطقة آبيي المتنازع على تبعيتها بين السودان وجنوب السودان"، و"حل الصراع الدائر في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان"، فضلاً عن "مراجعة قانون الأحزاب السياسية، والانتخابات، والقوانين المرتبطة بالحريات العامة، وحقوق الإنسان والتحول الديمقراطي". واعتبرت أحزاب المعارضة، ومن بينها "المؤتمر الشعبي"، بقيادة حسن الترابي، والحزبين "الناصري" و"الشيوعي"، أنَّ "مبادرة الميرغني، المتحالف مع النظام، لا تبدو مقبولة". ويرى الصحافي الهادي أحمد العوض أنَّ "فرص نجاح المبادرة ضئيلة جدًا، نظرًا للمواقف السابقة والمعروفة عن أحزاب المعارضة، التي تدعو دائمًا صاحب المبادرة إلى فضّ تحالفه مع الحزب الحاكم في السودان (المؤتمر الوطني)، ثم التوقيع على وثيقة الفجر الجديد، التي تشكل ميثاق أحزاب المعارضة لمستقبل السودان، دون أن يكون فيه مكان لحزب المؤتمر الوطني، وهي الدعوة التي لم تجد أذانًا صاغية من جناح عريض داخل حزب الميرغني، الذي اختار الشراكة مع المؤتمر الوطني".