يوزّع فرن، أقامته مؤسسة "سورية الخير" في ريف اللاذقية المحرّر، ثلاثة أرغفة مجانية للفرد الواحد يوميًا. ويوضح أبو درويش، الفلاح الذي تضم أسرته أحد عشر فردًا، بشأن أهمية الأرغفة الثلاثة، أنّه "رغم أن عدد الأرغفة لايكفي، ولكن لولاها كانت أسرتي عانت ويلات الجوع"، وأضاف "تركنا الجميع للفقر والحرمان، وهم يعلمون أن مصادر دخلنا توقفت، بعدما أحرقت قوات الحكومة أشجارنا، ولولا الخبز الذي يقدمه لنا الفرن، وبعض الدعم الغذائي الذي يصلنا بين الحين والآخر، من فصائل إسلامية عاملة في المنطقة، لكان حالنا أكثر سوءًا". وبيّنت الهيئة العامة للثورة السورية أنَّ مؤسسة "سورية الخير" أقامت مخبزًا آليا في ريف اللاذقية، يؤمن الخبز مجانًا للمواطنين والمقاتلين، ولاتحمل المؤسسة المواطن أيّ عبء للحصول على الخبز، حيث استأجرت سيارات تجوب القرى، بغية توزيعه على المواطنين مباشرة. وانطلق الفرن بالعمل، منذ أشهر، حيث تقوم المؤسسة بتأمين كل احتياجاته، من وقود وطحين وخمائر، إضافة لأجور العمال والموزعين، ومصاريف النقل والتوزيع، ويعمل يوميًا لمدة ثماني ساعات، ينتج خلالها كمية خبز تسد 60% من احتياجات الريف المحرر. القدرة الانتاجية للفرن أكبر من ذلك، ويستطيع توفير الخبز لكامل الريف، عبر زيادة عدد ساعات عمله، وإضافة وردية عمال تقوم على ذلك، فيما لو توفرت له كميات طحين ووقود إضافية. وأشار مشرف في الفرن، تحدث إلى مراسل مكتب الهيئة الإعلامي في الساحل، التابع للهيئة العامة للثورة، بشأن عمل الفرن، إلى أنَّ "مؤسسة سورية الخير هي التي أقامت الفرن، وتوفر كل مستلزماته، نعمل حتى الآن بوردية واحدة، وباستطاعتنا مضاعفة الإنتاج، ليكفي كل ريف اللاذقية المحرر، لكننا نحتاج لكمية طحين إضافية". وبشأن شكوى الناس من انقطاع الخبز أحيانًا، أوضح "تعترضنا أحيانًا بعض العقبات، توقف عمل الفرن ليوم أو يومين على الأكثر، كتأخر وصول الوقود أو الطحين، بسبب الظروف الجوية، أو تعطل إحدى آلات التشغيل، ويتم إصلاحها في وقت قصير، لأنّنا حريصون على تأمين خبز المواطنين". ولفت إلى أنَّ "بعض الفصائل المسلحة في الجبل تحاول المساعدة في تقديم كميات إضافية من الطحين للفرن، بغية سد احتياجات الناس، وهناك جهات أخرى، مثل المجلس المحلي للمحافظة، تدرس إمكان تزويد الفرن بطن ونصف من الطحين يوميًا". وأكّد الأمين العام للمجلس المحلي "اطلعنا على عمل الفرن، ووقفنا على احتياجاته، نريده أن يوفر الخبز لكل المواطنين في ريف اللاذقية المحرر، بالتعاون مع الأفران الأخرى العاملة في المنطقة، لكنا آثرنا تقديم الدعم لهذا الفرن، باعتباره الفرن الوحيد الذي يقدم الخبز مجانًا". وأضاف "يمكنني التأكيد أننا، خلال فترة قريبة، سنوفر له مقدار واحد طن ونصف من الدقيق، وإن ساعدتنا الظروف سنزيد الكمية". يذكر أنّ الفرن شيّد في الوقت الذي كانت الحكومة تشدد قصفها على الأفران، بغية تجويع الناس، والجميع يتذكر مشاهد الخبز المختلط بالدم، في حلب وحماة والغوطة الشرقية وغيرها، وهذا ما دفع مؤسسة "سورية الخير" إلى إقامته في مكان افترضته آمنًا، على سفح جبل على الحدود التركية، لكن ذلك لم يبعد عنه الخطر، فقد تعرض، مرات عدة، للقصف بالمدفعية، وحاولت طائرة حربية استهدافه، لكن الطيران التركي أسقطها، بعدما حلقت فوق الأراضي التركية، ولم تكرّر الحكومة المحاولة.