داهمت المخابرات الجوية السورية المستودعات التابعة للهلال الأحمر في جرمانا، وأبلغت المشرفين عليها أنها من تاريخه باتت تحت إشرافها ووصايتها. مصادر مطلعة من الهلال الأحمر في المدينة أكدت أنهم دخلوا إلى المستودعات وطلبوا من المالك توضيح الجهة المستأجرة، حيث لم يكونوا على علمٍ بأنها تابعة للهلال الأحمر، وبعد أن أتى المشرفون أبلغوهم أن جميع المستودعات ستكون تحت إشراف المخابرات الجوية. وأكَّد حد المتطوعين في الهلال الأحمر أن شعبة الهلال الأحمر في المدينة تغطي احتياجات أكثر من 24 ألف عائلة نازحة ومسجلة بقوائم الهلال، وكل ما تحتويه هذه المستودعات مقدم من المنظمات الإغاثية المختلفة التي تساعد الهلال الأحمر في تغطية الاحتياجات المتزايدة للمدينة. وفي الوقت ذاته يشير الناشطون إلى أن الهلال الأحمر تعرض لتطاول اللجان الشعبية "جيش الدفاع الوطني" والعناصر الأمنية في أكثر من مرة، و"اكتفاءً لشرهم" كما يقال، كانت توزع على بعضهم بين الحين والآخر سلل غذائية من مخصصات الإغاثة. ويشير الناشط ر.ف، إلى أن أهم دور تقوم به المدينة في الوقت الجاري هو موضوع الإغاثة، ووقوع مستودعات الهلال الأحمر تحت سيطرة القوى الأمنية فيه خطر شديد على إمكان حصول النازحين على حصصهم الإغاثية، لا سيما وأنهم يتعرضون لمضايقات ما يسمى "جيش الدفاع الوطني" ومن خلفه الأجهزة الأمنية، حيث لم يعد بإمكان أي نازح المرور على الحواجز الموزعة على مداخل المدينة دون أن يكون في حوزته صورة عن عقد الإيجار. وشَهِدت المدينة ضغطًا على النازحين بشكل كبير خلال الفترة الماضية وذلك بسبب نشر الأجهزة الأمنية الشائعات المرتبطة بإمكان اقتحام المدينة من قِبل قوات المعارضة، بمساعدة النازحين على النحو الذي حدث في عدرا العمالية. ومن ناحية أخرى، هناك خوف على النشاط الإغاثي عمومًا، فالهلال الأحمر منظمة معترف بها، وتعمل نهارًا جهارًا، وتم مداهمة مستودعاتها، فماذا سيكون الحال بالنسبة إلى النشاط الإغاثي الأهلي والفردي؟ يتساءل الناشط، منوهًا إلى أن الهلال الأحمر ليس الوحيد على ساحة العمل الإغاثي في المدينة، وإن كان يضم العدد الأكبر من العائلات، ويقع على عاتقه تأمين أضعاف الأعداد التي يعمل عليها الناشطون في الشأن الإغاثي بحكم ما يتلقاه من دعمٍ وتمويلٍ دولي، لكن في المقابل هناك لجان تعمل على مساعدة العائلات النازحة سواء من ناحية السلل الغذائية، أو تقديم الملابس والأغطية. والهلال الذي يقدم المساعدات للعائلات المهجَّرة مرة كل ثلاثة أشهر، يعجز عن تغطية كامل الحاجة، وهو الدور الذي يقوم به الناشطون عبر تغطيتهم لحاجة مئات العائلات غير المسجَّلة في الهلال، وهو ما يجعل خوفهم في مكانه من إمكان تعرضهم للمضايقات الأمنية.