اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ان عبارات التنديد والاستنكار لم تعد تكفي لتنقذ مدينة طرابلس مما تمر فيه من نزاعات دامية وحروب استنزاف ومشاكل، سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا، ولم تعد بيانات الشجب لهذا الاعتداء أو ذاك، ولهذه الاشتباكات أو تلك تشفي غليل أبناء طرابلس الذين لطالما اعتزوا بمدينتهم وتنوعها وتعدديتها، وكأن المطلوب ضرب هذه التعددية وإلغاء التنوع الذي هو إحدى أبرز سمات هذه المدينة العروبية المناضلة. و قال جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الالكترونية: إن إضافة استنكار جديد لما تعرضت له مكتبة السائح في طرابلس، رغم أنه ضروري ويعكس إدانتنا الشديدة لاحراقها في عمل بربري وهمجي، إلا أنه ليس السبيل الأمثل لمعالجة القضايا التي تحتاج اليها المدينة التي استضافت في ما سبق نزار قباني ومحمود درويش ومحمد مهدي الجواهري، وكتب في مجلة "أهل النفط" الصادرة عن المصفاة (الفاعلة آنذاك والمعطلة اليوم) الشاعر بدر شاكر السياب، كما استصافت تحت القصف منذ أشهر قليلة الكاتب والفيلسوف المصري يوسف زيدان. ورأى أن "المصلحة الطرابلسية والوطنية تقتضي أن تحافظ هذه المدينة العريقة على تنوعها بعدما غادرتها مؤسسات تربوية عريقة كـ"الفرير" ومدرسة الطليان ومدرسة الأميركان التي كان الشهيد محمد شطح أحد طلابها. وما إحراق بعض المحال واستهداف أخرى بهدف تفريغ المدينة من تنوعها إلا عمل مستنكر ومدان لن يغير من بنيتها الاجتماعية التي لطالما إرتكزت على العيش المشترك مع تعدد الطوائف والمذاهب والاتجاهات السياسية".