جورج شاهين ـ بيروت
التقى أقطاب طرابلسيون، من نواب، ووزارء سابقين، وقادة حزبيين، من تيار "المستقبل"، والمنسق العام للأمانة العامة، لتلك القوى، النائب السابق فارس سعيد، في منزل النائب أحمد كبارة للبحث في مصير "إعلان طرابلس"، الذي أطلق في منتصف الشهر الماضي، ولمناقشة الظروف التي رافقت إحراق مكتبة الأب سروج أمس.
وأضاف سعيد بعد اللقاء، أن "ما يجري في طرابلس هو مؤامرة مدسوسة من أجل أن يقال أن المدينة لا تقبل إلا الانغلاق"، بينما أوضح النائب أحمد كبارة، أننا "نُؤكِّد على العيش الواحد بين المسيحيين والمسلمين في المدينة، وعلى القوى الأمنية مسؤولية اعتقال المحرضين".
وأصدر مطران طرابلس للروم الأرثوذكس، أفرام كرياكوس، بيانًا دعا فيه إلى "القبض على المجرمين الذين أحرقوا مكتبة السائح"، لافتًا إلى أنه "يصفح عمن أحرق جزءًا من مكتبته، ويسامحه شرط ألا يعيد الكرة مرة أخرى".
وندَّد وزير المال في حكومة تصريف الأعمال، محمد الصفدي، بـ"المحاولات المستمرة لدفع الأوضاع في طرابلس إلى التوتر والإبقاء على أهلها أسرى الخوف من انفجار الفتنة".
وأضاف في بيان أصدره مكتبه الإعلامي، أن "أهل طرابلس يدعمون الجيش في القيام بمهمته بالحفاظ على الأمن في المدينة ومنع المتضررين من إعادة إشعال النار بين جبل محسن والتبانة".
وشدَّد على أن "طرابلس كانت وستبقى مدينة العيش المشترك، ومدينة العلم والعلماء، ولن ينجح لا أفراد ولا أطراف في نزع هويتها الحقيقية، وما يقوم به البعض هو عمل مفتعل وغريب عن قيم أهل طرابلس وعاداتهم".
واعتبر وزير الشباب والرياضة، في حكومة تصريف الأعمال فيصل كرامي، في بيان له، أن "إحراق مكتبة كاهن أورثوذكسي جليل، هو في المضمون والجوهر بداية إحراق لتاريخ ومستقبل مدينة لم تكن يومًا، في كل أزمانها، إلا مدينة الانفتاح والسماحة والعيش الواحد، ومدينة للمسلمين والمسيحيين معًا في تفاعلهم الحضاري الذي منح لطرابلس وجهها وهويتها".
وتابع، "استيقظت المدينة على استنكارات، وعلى ادعاء ضد مجهولين أحرقوا مكتبة الأب إبراهيم سروج، وعلى بيانات وتصريحات كثيرة تستهجن الواقعة، لكنها في بعض مضامينها تختلق أعذارًا لهؤلاء المجهولين، إنني أمام هذا الفعل الإجرامي أقول أن المجهولين ليسوا مجهولين، بل هم معلومون جدًّا، ونحن جميعا، وكل الطبقة السياسية، وكل النخب الثقافية والاجتماعية، وكل الأكثرية الصامتة، نحن من أحرقنا أنفسنا، حين سكتنا ورضينا بتحويل مدينتنا إلى مرتع للخارجين عن القانون"، مطالبًا الجميع، وخصوصا المسلمين في بـ"أن ينتفضوا ويدافعوا عن أنفسهم وعن هوية المجتمع الطرابلسي والنسيج الاجتماعي، لأن الحريق المقبل سيطال المدينة كلها".
واختتم بالقول، "أقول للأب سروج، لا تطلب يا سيدي إذنًا من أحد، ولا بطاقة إقامة من أحد، ولا أمنًا مزيفًا من أحد، فأنت طرابلسي كامل الأوصاف والصلاحيات، ولك أفضلية علينا جميعًا حين اختارتك نار الفتنة تحت جنح الظلام، فلا تقبل يا أبونا سروج بمنح صك البراءة لهذه النار في ضوء النهار".