أكد سفير جمهورية جنوب السودان في الخرطوم ميان دوت  أن  القوات الحكومية  تسيطر على الوضع في معظم مقاطعات بلاده ،  مشيراً الى أن "التوتر يسود  ولايتي الوحدة  وجونقلي".  وقال: أن قوات الجيش الشعبي  تحيط بمدينة بور،  وأنها خلال ساعات  ستسترد المدينة  . وأعلن ميان في حديث لبرنامج "مؤتمراذاعي" الذي بثته الاذاعة السودانية الرسمية الجمعة  أن  المدينة خالية  تماما من السكان  ، كما أنها  على وشك  إسترداد مدينة بانتيو  عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط ، حيث تدور   إشتباكات مع القوات المتمردة التي يقودها  نائب الرئيس السابق رياك مشار ، مشيرا الي إعلان رئيس بلاده  سلفاكير ميارديت  لحالة الطوارئ  في ولايتي الوحدة وجونقلي  ، مؤكدا أن الوضع مستقر في ولاية أعالي النيل التي شهدت أعمال عنف في الايام اقليلة الماضية  . وقال إن إنتاج النفط في ولاية الوحدة  متوقف بشكل كامل الان. و أكد سفير جنوب السودان أن  "الحكومة جادة في التوصل الي إتفاق مع المتمردين ، وأن الحكومة  تريد الاستقرار للمواطنيين "  ، وكشف عن تضرر البنى التحتية في ولايات جونقلي والوحدة وملكال ،  وأن إعادة الاعمار في هذه الولايات سيستغرق بعض الوقت ، وقال: نحن نريد  الاستقرار للمواطنيين  ، ونشعر بالاسف الشديد لمعاناتهم ،  مشيراً  الى أن الصراع الحالي بدأت ملامحه منذ  مارس/آذار الماضي داخل جسم الحركة الشعبية (الحزب الحاكم في جنوب السودان ) حيث تباينت الاراء داخل  إجتماعات المكتب السياسي للحركة الشعبية ، أعقبه إعلان مشار  إنه ينوي الترشح  لرئاسة الجمهورية .   وقال  إن القضية تُركت لمجلس التحرير ، وهو أعلى جسم في الحركة لحسم الخلاف  بين الفرقاء   ، ونفى أن يكون الصراع الدائر الان   قبلي الطابع  ، مضيفا أن  40  % من المعتقلين بعد المحاولة الانقلابية  من قبيلة الدينكا  أبرزهم دينق ألور ، موضحاً أن  التعبئة قد تكون أخذت الطابع القبلي ، وربما فهمت  القاعدة على أن الصراع  قبلي ،  وأكد أن مشار  بدأ منذ تفجر الازمة   إستنفار قبيلة النوير للقتال الي  جانبه ، ونفى  أن تكون الجبهة الثورية التي تقاتل الحكومة  السودانية  تحتفظ بقوات داخل الاراضي الجنوبية،   فالصراع بين مجموعتين داخل  الجيش الشعبي .   ووصف موقف السودان بالجيد ، والمنسجم مع مبادرة دول الايقاد  التي تقود جهود الوساطة حاليا ، وقال إن "حكومته لاتمانع  أن يقوم السودان بدور  للمساعدة في حل الازمة "  ، ونفى  أن  تكون حكومة  بلاده  تلقت  دعما  من السودان أو يوغندا ، ووصف اتهام  مشار  للسودان  وأوغندا   بالانحياز بانه غير صحيح ، مضيفا أن هذه الدول  تؤيد الشرعية وترفض الانقلاب، وأضاف أن الشعب السوداني يرفض القتال   والعنف الدائر في جنوب السودان ، مضيفا أن الصراع أوقف  عملية فتح المعابر وحركة التجارة والتواصل  بين البلدين . وتابع سفير جنوب السودان يقول إن" تدخل الجيش  الأوغندي   وقوات أميركية     كان لاجلاء رعاياهما  ،وإستبعد أن يمتد الصراع  الي فترات أطول كما حدث في الحرب السابقة بين السودان وجنوب السودان ، وتوقع أن تنجح المفاوضات   في حسم  الصراع خلال شهر أو أكثربقليل ،     وأكد أن الحكومة تعتبر مشار ومجوعته  متمردين ، الا أنه عاد  ،وقال إن مشار لم يُفصل   من منصبه في الحركة حيث يحتفظ حتى اللحظة   بمنصب  نائب رئيس الحزب ، ونفي أن تكون بلاده تعرضت لضغوط لتذهب الي التفاوض ، وأشار الي ان الرئيس سلفاكيرلم يلتزم لاي وسيط  باطلاق سراح المتورطين في المحاولة، لان القضية   ستحسم  وفقا للقانون   ، وتعهد بان تضمن بلاده محاكمة عادلة للمتهمين   وأنها على إستعداد  للسماح بحضور مراقبين  للمحاكمة  .  وقال ميان دوت إن  الدولة التي تحافظ على سيادتها  لايمكنها أن  تطلق سراح من يتورط في عمليات قتل وتصفية دون أن يكون للقانون كلمة  ، لن نقوم بخطوة كهذه ، وسخر  سفيرجنوب السودان من مطالبة مشار بوضع  عائدات نفط الجنوب  في حسابات خارجية، فالحكومة لن تقبل بشرط  كهذا ،  فهي  تعتمد  في تحريك دولاب العمل  بنسبة80%  على عائدات البترول ،   وكشف عن أن المتورطين ليسوا في السجن  إنما قيد  الاقامة جبرية  ، وبعضهم بدأ في الكشف عن حقائق  جديدة ، من بينها أن الاتفاق لم يكن  مع مشار على صراع مسلح  يأخذ طابع القبيلية ،  إنماكان الاتفاق على أن يكون الصراع داخل الحركة الشعبية فقط   ، مضيفا أن أرملة مؤسس الحركة الشعبية ربيكا قرنق المؤيدة لمشار، لم تذهب الي مفاوضات أديس أبابا ،  بسبب أن  رياك مشار إنحرف باهداف المجموعة الانقلابية .