نشر المكتب الإعلامي للهيئة العامة للثورة السورية، الأربعاء، تقريراً بشأن أصغر منشدي الثورة، من معرة النعمان في ريف إدلب، الطفلة السورية هديل، التي تعرضت لسرقة محتويات منزلها، من طرف قوات الأمن السورية والشحبية. ونقل المكتب الإعلامي عن أحد عناصر الأمن المنشقين من إحدى المفارز الأمنية في ريف إدلب قوله "لم أكن أعلم عندما جاءنا أمر بمداهمة أحد البيوت لاعتقال طفلة تشارك في قيادة المظاهرات في معرة النعمان, أن هذه الطفلة لا يتجاوز عمرها الأربعة أعوام والنصف، إلا بعد انشقاقي عن النظام". هذه الحادثة كانت بعد مرور عام على اندلاع الثورة، وكان الطفلة المراد اعتقالها من قوات الأمن، هي هديل المر، التي انخرطت في ركب الثورة منذ بدايتها، وتحديدًا من جمعة "لا للحوار مع القتلة"، وكان عمرها في ذلك الوقت يتجاوز الثلاثة أعوام ونصف بأيام قليلة، لتكون بذلك "هديل الثورة"، كما أحب النشطاء مناداتها في مدينتها معرة النعمان. أصغر طفلة مطلوبة لأجهزة النظام الأمنية، التي لا يُستغرب عنها مثل هذه الممارسات، وهي التي قامت بقتل الكثير من الأطفال الذين يصغرون هديل بالعمر من خلال قصفهم وتجويعهم. هديل، الطفلة التي لقيت تشجيع والدها الناشط محمود المر، شاركت في جميع المظاهرات في معرة النعمان، وحتى ريفها، جنباً إلى جنب مع مغني ومنشدي الثورة، وقد تصدرت صورها، ولفترة طويلة، خلفيات النشرات الإخبارية في العديد من الشبكات والفضائيات كـ "الجزيرة"، و"العربية"، و"أورينت"، ولربما يكون هذا الظهور على قنوات الإعلام، هو السبب الرئيس في إدراجها على قائمة المطلوبين، وهي التي تميزت بأزيائها الثورية، التي كانت ترتديها في المظاهرات، والعبارات التي كانت تزين جبينها ووجنتيها. مضى على الثورة عامان ونصف، والطفلة هديل بلغت عامها السادس، وقد دخلت الفصل الأول في المدرسة، وعادت لتشارك زملائها في الفصل بأغاني وهتافات الثورة, التي تعلمتها ورددتها في المظاهرات المطالبة بالحرية والكرامة، والمستقبل الأفضل لها ولجميع أطفال سورية، وهي التي حرمت من دخول الفصول التحضيرية، بسبب توقف المدارس لعامين، بعد استهداف قوات النظام لمدينتها بشكل مستمر. هديل لم تخف حزنها، عبر كلماتها المتعثرة، لسرقة محتويات منزلها من طرف شبيحة النظام، لكن ما كان يؤلمها أكثر من نهب الأثاث، هو سرقة ملابسها، التي كانت ترتديها أثناء المظاهرات، ولاسيما الزي العسكري منها، الذي كان النشطاء يطلبون منها ارتداءه قبل كل مظاهرة.