بغداد ـ نجلاء الطائي
حذر إمام وخطيب جامع الكيلاني في بغداد أنس محمود العيساوي، من استمرار السياسيين في "الكذب" على الناس وجعل السياسة طريقاً للحصول على مبتغاهم بالخداع، وأكدّ أنّ البلد بحاجة لسياسيين صادقين يصححون مسار البلد.
وأوضح العيساوي، خلال خطبة صلاة الجمعة التي ألقاها في جامع الكيلاني في بغداد، أنّ "الأمة ابتليت في يومنا هذا بمن يكذب على نفسه ومن يكذب أهله ويكذب على الناس ويكذب في دينه ووطنه وبمن بكذب في علاقته مع الناس"، لافتاً إلى أنّ "البلد بحاجة إلى أناس صادقين يصححون المسار وبحاجة إلى المسلم الصادق والتاجر الصادق والمربي الصادق والسياسي الصادق".
وأشار إلى أنّ "السياسيين الصادقين قليلون في أيامنا هذه، حيث جعلوا من السياسة طريقاً للوصول إلى مبتغاهم بالكذب والخداع والمراوغة"، مشيراً إلى "حاجة البلد لساسة صادقين وأناس يراقبون الله وفي سرهم وعلانيتهم ويخافونه في أقوالهم وأعمالهم حتى لا يقع البلد في المحظور".
وعزا العيساوي "أسباب وقوع المجتمع في الفساد الإداري والمالي وفساد ضمائر، إلى انعدام الصدق"، مؤكداً أنّ "البلد لا يشكو من قلة الساسة، لأنهم كثر لكنهم في ميزان الصدق قلة".
وتابع أن "الإجرام والإرهاب في المجتمعات عامة والمجتمع العراقي خاصة تفشى، نتيجة ابتعاد الناس عن الصدق، حيث بدأ قتل الأبرياء وتدمير البيوت والاعتداء على المحرمات والكرامات وبيوت الله"، مبيناً أنّ "هذه الأفعال الإجراميّة ترتكب على يد الذين كذبوا على الله أصحاب الوجوه المسودة".
ودعا ممثل المرجعيّة الدينيّة في مدينة كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، الجمعة، حكومة صلاح الدين والاتحاديّة إلى اتخاذ الخطوات الجادة لتحقيق مطالب أهالي قضاء طوزخورماتو بفرض الأمن وإيقاف العمليات "الإرهابيّة" التي تطال المدنيين، وفيما حث الأشخاص الأكفاء على الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، ودعا الكيانات والمرشحين إلى الابتعاد عن مسألة التسقيط السياسي.
وأكدّ الكربلائي، خلال خطبة الجمعة من العتبة الحسينية، أنّ "ما يتعرض له أهالي طوزخورماتو من عمليات قتل وتهجير بطريقة ممنهجة، يستوجب على الحكومة المحليّة في محافظة صلاح الدين والحكومة المركزية في بغداد أنّ تحققا مطالب أهالي القضاء التي تقدموا بها قبل مدة"، مبينًا أن "مطالبهم تتركز حول، تحمل الحكومة المركزية مسؤوليتها في تحسين الوضع الأمني في القضاء، وتعويض العوائل المتضررة من العمليات الإرهابية". ولفت إلى أنّ "مطالبهم أيضًا نصت على تفعيل غرفة العمليات المشتركة التي تبنتها الجهات المحلية والمركزية، واعتبار قضاء طوزخورماتو من الدن المنكوبة رسميًا، وأخيرًا مطالبة مجلس النواب بعقد جلسة استثنائية لمناقشة وضع القضاء"، ذاكرًا أنّ "هذه المطالب حقة، وفي نفس الوقت هي مطالب بسيطة وليست بتعجيزية، والمطلوب من الجهات المعنية هو أن تسعى بصورة جادة لتلبية هذه المطالب والإسراع بتنفيذها لإعادة الأمن في القضاء وإيقاف العمليات الإرهابيّة فيه".
وأكدّ أنّ "قضاء طوزخورماتو تعرض إلى حملة ممنهجة ومدروسة منذ عدة سنوات وعمليات التفجير تحدث بشكل شبه يومي، ولم نلاحظ أي خطوات فعلية من الجهات المعنية لإنقاذ أهالي القضاء".
وبخصوص موضوع الانتخابات، أوضح الكربلائي أنّ "لمجلس النواب دور مهم جدًا على مستوى تشكيل الحكومة أو تقنين القوانين والتشريعات وأداء الدور الرقابي على أداء الحكومة"، مبينًا أن "الذي يرشح نفسه للانتخابات فإنه سيتحمل مسؤولية كبيرة وعظيمة أمام الله وأمام الناس الذين انتخبوه".
وأشار إلى أنّ "الدعاية الانتخابيّة عملية يراد منها إقناع المواطنين بأن المرشح أو الكيان الفلاني هو الأفضل لتحمل المسؤولية، وهي حق مكفول دستوريًا، ولكن يجب أن تكون محكومة بقواعد وسلوكيات مقبولة شرعًا وقانونًا وأخلاقًا"، مبينًا أن "على المرشحين أن يبتعدوا عن مسألة التسقيط السياسي أو اتهام الآخرين من دون دليل، لأنها ستفقد الثقة عند المواطن بالعملية السياسية".
واتهم إمام وخطيب جمعة الفلوجة الموحدة الشيخ علي البصري، الجمعة، السياسيين السنة المشاركين في الحكومة والبرلمان بالعجز أو الانشغال بجمع المكاسب، فيما أكدّ أنّ الحراك مستمر ضد ما وصفه بـ"طائفية" الحكومة.
وأوضح البصري في خطبة الجمعة الموحدة التي أقيمت على الطريق الدولي السريع شرقي الفلوجة، بمشاركة عشرات الآلاف من المواطنين، أن "موقف العشائر والوجهاء وعلماء الدين في الأنبار وجميع مدن الحراك، مع الاستمرار بالاعتصام كونه الوسيلة الوحيدة لرفع الظلم الذي تمارسه الحكومة الحالية"، مشدداً أنّ "رقابنا لن تنحني إلا لله وحده، وأقول لمن يهدد لفض اعتصامنا لم نخرج في نزهة ونحن نعلم أن خروجنا سيكلفنا حياتنا وأن قضيتنا هي نصرة أهل السنة في العراق ورفع الظلم عنهم، وإن موقف عشائرنا المشرف في ذلك سيذكره التاريخ".
وأكد أنّ "خروجنا من أجل قضيتنا وليس في نصرة الساسة والكتل والأحزاب بل في كلمة حق ولا يهمنا تهديدات ووعود بعض الجهات التي تريد إنهاء الاعتصام لجمع المكاسب"، مؤكداً "عدم ترك الخيام وساحات الاعتصام حتى تحقيق المطالب، ولن تضيع دماء شهدائهم وسيأتي يوما تهتز فيه عروش الجبابرة".
ورجح البصري "إكمال الحراك سنة كاملة بعد أيام قليلة، وفيها دماء سقطت من اجل المطالب والحقوق"، موضحاً أن "أيام الحراك كشفت من المتخاذل والمنافق، وظهر أن المالكي وحكومته لن ينفذوا مطالب المعتصمين".
واتهم السياسيين الذين يقولون أنهم يمثلون أهل السنة، بـأنهم عاجزون عن دعم ومساندة أهلهم أو جاءوا لجمع المكاسب، حتى فقدت الثقة بهم، كونهم لا يملكون أي مشروع"، داعياً "الشارع إلى الالتفاف حول العلماء لتوحيد الصفوف وإيجاد حلول جذرية للظلم الواقع عليهم".
ولفت إلى أنّ "علماء الدين الذين ساندوا وأيدوا الحراك تلقوا تهديدات من الحكومة وتعرضوا لاغتيال من المليشيات الطائفية"، مؤكداً أن "الحراك سيبقى سلمياً، ولن ينفض حتى تحقيق غايته وهي رفض الظلم والتهميش الحكومي".