أكَّد مصدر فلسطيني، اليوم الجمعة، أن لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزير الخارجية الأميركي، ليلة الجمعة،لم يدُم أكثر من نصف ساعة فقط، وأنه انتهى بسرعة، بعد أن قدَّم كيري أفكارًا تمثل تراجعًا كاملاً عن الأفكار التي قدمها المبعوث الأمني الأميركي السابق جيم غونز، خاصة في ما يتعلق بمنطقة الأغوار. وأعلن المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن الأفكار الأميركية تقضي بوجود إسرائيلي في غور الأردن لمدة 10 سنوات، يتمّ خلالها تأهيل قوات أمنية فلسطينية لتولي المسؤولية في المنطقة، وهو ما ترفضه القيادة الفلسطينية. ومن ضمن أفكار كيري أيضًا وجود إسرائيلي غير مرئي ولكنه مقرر على المعابر الحدودية بين الضفة الغربية والأردن، فضلاً عن نشر محطات إنذار مبكر على تلال في الضفة الغربية. وبيَّنَت المصادر أن كيري بمقترحاته الجديدة تخلى تمامًا عن الأفكار التي وضعها الجنرال غونز، التي تحدثت عن وجود دولي في الأغوار لقوات من حلف الناتو بقيادة أميركية، وأنه لا يكون هناك أي تواجد إسرائيلي، وبات الأميركيون يتحدثون عن ترتيبات أمنية تتبنَّى بالكامل وجهة النظر الإسرائيلية، سواء ما يتعلق بالأغوار أو المعابر أو الأجواء. وكان عباس أبلغ القنصل الأميركي العامّ في القدس مايكل راتني قبل أيام أن الموقف الفلسطيني هو أن لا بقاء لأي جندي إسرائيلي في الدولة الفلسطينية، وأن القيادة الفلسطينية تقبل بوجود طرف ثالث لضمان تنفيذ الاتفاق، مع تمسك الفلسطينيين بدولة على حدود 1967، مع إمكان تبادل طفيف للأراضي بالقيمة والمثل، وأن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية. وجرَّاء التراجع الأميركي عن الافكار المقدَّمة سابقًا، فإن الاجتماع انفض بسرعة، بعد رفض الرئيس لهذه الأفكار، إضافة إلى رفضه التام لإرجاء عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين منذ ما قبل أوسلو.