أعلنت الجبهة الشّعبية لتحرير فلسطين، السّبت، بالتّزامن مع احتفالها بالذكرى الـ 46 لانطلاقتها استقالة عدد من أعضاء مكتبها السياسي، طارحة مبادرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني المتواصل منذ منتصف العام 2007 . وأكَّدَ مسؤولون في الجبهة الشّعبية لتحرير فلسطين، استقالة نائب الأمين العام للجبهة عبد الرحيم ملوح، وقيادات تاريخية أخرى. وأعلن عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مجدلاوي أن هذه الخطوة هي لإتاحة المجال لقيادات شابة لتقلّد مراكز قيادية فيها، وضخّ دماء جديدة داخل الحركة، وجاء ذلك خلال إحياء الذّكرى الـ 46 لانطلاقتها في قطاع غزة. وأشار عضو اللّجنة المركزية في الجبهة جميل مزهر لي أن "رفاق من القيادة التاريخية للجبهة تركوا مواقعهم، من ضمنهم نائب الأمين العام عبد الرحيم ملوح، وعضو المكتب السياسي جميل مجدلاوي، ويونس الجرو وعبد العزيز ابو القرايا وغيرهم". وأوضح مزهر أن الاستقالة جاءت عقب انعقاد مؤتمر الجبهة السابع قبل أيام عدَّة، وأنه في الأيام المقبلة سيتم الإعلان عن أسماء عن القيادات الجديدة للجبهة". وأعلنت الجبهة الشعبية خلال مهرجان انطلاقتها الـ 46 في غزة عن مبادرة جديدة لإنهاء الانقسام. وجاءت المبادرة في خمس نقاط وهي، أولاً، دعوة لجنة الإطار القيادي للانعقاد باعتبارها المرجعية القيادية للشعب الفلسطيني، ثانيًا، يباشر أبو مازن بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وإصدار مرسوم رئاسي بإجراء الانتخابات في وقت لا يتجاوز 6 شهور، ثالثًا، تحديد موعد إعادة تشكيل المجلس الوطني وفق الثمثيل النسبي خلال حد أقصى نهاية العام المقبل، رابعًا، امتثال حركة "حماس" للمطلب الشعبي الفلسطيني بإجراء انتخابات المجلس التشريعي وفق التمثيل النسبي الكامل، خامسًا، تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اللجان الخمس للمصالحة. وطالب القيادي في الجبهة جميل المجدلاوي بتحديد موعد إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني وفقًا لمبدأ التمثيل النسبي، وأن يستجيب الإخوة في "حماس" بالموافقة على إجراء الانتخابات المقبلة لمبدأ التمثيل النسبي الكامل. وأكَّد المجدلاوي ضرورة استمرار المقاومة بأشكالها كلها، والذهاب بقضيتنا الفلسطينية للمؤسسات الدولية ومؤتمر دولي يؤكد قرارات تحفظ للشعب الفلسطيني حقه ولا تتنازل عنه، مشيراً إلى اتفاقية جنيف الايراني، مشيدًا بفرضية هذا الخيار، والتمسك بالأمم المتحدة وليس الرعاية البغيضة للمفاوضات ممثلة بالولايات المتحدة الأميركية. وشددت الجبهة على أن المقاومة بأشكالها كافة هي السبيل لصيانة وحدة الشعب والأرض والقضية والثوابت الوطنية، وأن ما يسمى بعملية السلام وحلّ الدولتين، وسلام نتنياهو الأمني والاقتصادي ودولته ذات الحدود المؤقتة هي النقيض المطلق للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ولحق عودة اللاجئين. وأوضحت الجبهة في بيان صحافي وصل "العرب اليوم" نسخة عنه، في الذكرى الـ46 لانطلاقتها أن هذا يعني الإفلاس التام لنهج مدريد أوسلو، مما يتطلب الوقف الفوري لهذه المفاوضات العبثية، والحيلولة دون مواصلة استخدامها من الاحتلال وحليفه الاستراتيجي غطاءً لنهب الأرض، وذبح الشعب وتهويد المقدسات. وطالبت بالعودة بملف القضية الفلسطينية إلى هيئة الأمم المتحدة، والانضمام إلى منظماتها كافة بما فيها محكمة الجنايات الدولية، والتمسك بعقد مؤتمر دولي في إطارها لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. ودعت إلى ترجمة قرار الأمم المتحدة باعتماد "2014" عامًا للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بمقاطعة ومساءلة وعقاب الاحتلال والاستيطان في فلسطين واعتباره ظاهرة عنصرية وارهابية يجب تصفيتها. وناشدت بتوفير الحماية الدولية الشعب الفلسطيني، وتمكينه من الحصول على شهادة ميلاد دولة فلسطين، بنيل العضوية الكاملة للدولة وصيانة حقوقه الثابتة غير القابلة للتصرف، مؤكدة أن الدولة الفلسطينية تصنع على أرض الوطن ومفتاحها إطلاق المقاومة الشاملة للشعب الفلسطيني، والتحلل من أوسلو والتزاماته ومفاوضاته. وطالبت الجبهة بمعالجة الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، ووضع ملف تحرير الأسرى على رأس جدول الأعمال الوطني، وتوفير الحماية الاجتماعية لأبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، بمراجعة ما يزيد عن 20عامًا مما سمي بخيار السلام ومفاوضات مدريد أوسلو. وقالت إن" مقاومة الشعب الفلسطيني بعثت بديلًا لحالة السبات والمراوحة القائمة، وما يسمى بالتنسيق الأمني والتبعية الاقتصادية والتهدئة التي حولت المقاومة إلى مجرد شعارات جوفاء ، يسرح الاحتلال ويمرح في ظلها، ويواصل إستراتيجيته القائمة على ديمومة المفاوضات والانقسام، وتفتيت وتصفية القضية الفلسطينية". وأكدت أن استعادة الوحدة الوطنية بوصفها شرطًا لمواجهة التناقض الرئيس مع الاحتلال، وبناء نظام سياسي ديمقراطي تشاركي مقاوم نواته منظمة التحرير يضع حدًا للتفرد والانقسام والاستحواذ والفساد، يصون الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والحريات العامة والفردية والتعددية، ويقطع الطريق على ثقافة التخوين والتكفير. ودعت لانتخاب مجلس وطني جديد على أساس التمثيل النسبي الكامل في كافة أماكن تواجد الشعب الفلسطيني، واستعادة مكانة منظمة التحرير على أساس وثيقة الوفاق والوطني واتفاق المصالحة وبرنامجها في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس. وشددت على أنها بقيادتها وكوادرها ومقاتيلها وأعضائها وأنصارها، ورغم كل أشكال التخريب والظروف المجافية لن تحيد عن دربها، درب الشهداء، ولن تتراجع مهما غلت التضحيات عن الأهداف النبيلة التي انطلقت من أجلها، وسيبقى خيارها التمسك بالمقاومة واستعادة الوحدة وحماية الثوابت على درب فلسطين الديمقراطية.